بلحاج يحذر من محاولات تقسيم الأمة وصناعة الحروب بين أهل السنة
المسلم ــ قدس برس | 2/12/1437 هـ
الشيخ علي بلحاج حذّر ا الشيخ علي بلحاج، للرجل الثاني في "الجبهة الإسلامية للإنقاذ" الجزائرية، من مسعى دولي لإنشاء جائزة تحمل اسم الأمير عبد القادر يكون موعد تسليمها رسميا يوم 21 سبتمبر الجاري، وشبهها بمؤتمر "أهل السنة" في العاصمة الشيشانية غروزني، الذي قال بأنه جزء من "محاولات تستخدم الدين لتقسيم الأمة، وصناعة حروب بين أهل السنة".
ونقلت وكالة "قدس برس انترناشيونال" تصريحات بلحاج، اليوم الاحد، تعليقا على إعلان مؤسسة "الخبر" الإعلامية الجزائرية عن أنها ستكون شريكة مع "الجمعية الدولية الصوفية العلاوية"، وهي منظمة دولية غير حكومية، و"المؤسسة المتوسطية للتنمية المستدامة" (جنة العارف)، في فكرة إنشاء يوم عالمي للعيش معا.
وأوضحت "الخبر"، في تقريرها الذي نشرته اليوم، أن هذه المبادرة تسعى للحصول على اعتراف رسمي من طرف الأمم المتحدة، وسيكون هذا اليوم رسالة للشباب ولمواطني العالم من أجل بناء مجتمع العيش معا بشكل أفضل، بالارتكاز على ميراث روحي يحفظ الكرامة الإنسانية ويسعى إلى التقارب بين الشعوب.
وتابعت: "يهدف هذا المقترح، إلى تحقيق ديناميكية للسلام وتبليغ رسالة لكل مواطني العالم من أجل بناء مجتمع يرتكز على احترام الذات واحترام الآخر واحترام لكل أشكال الحياة"، وفق الصحيفة.
وأوضح بلحاج: "الجهة المنظمة لهذه الجائزة غير معروفة في الجزائر، وفي كثير من الأحيان ينفخ الإعلام في جهات بعينها ويصنع الوهم لتحقيق أهداف خاصة".
وأردف: "نحن لا نستغرب من مثل هذه المبادرات الغامضة التي تقوم بها جهات معروفة في العالم تريد إحداث شرخ في قلب الأمة الإسلامية، باستخدام الدين نفسه، من أجل دفعها للتناحر، حتى يتسنى لتلك الأطراف أن تحقق أدافها الاستعمارية".
ولفت بلحاج إلى "أنه في ظل هذه المبادرات المتعددة أصبح لروسيا إسلامها ولفرنسا إسلامها ولأمريكا أيضا إسلامها، ومحاولة تقديم الإسلام على أنه إما أن يكون صوفيا خالصا أو عملا فرديا بين العبد وربه، بينما الإسلام ليس كذلك لمن عرفه على حقيقته".
وأكد بلحاج أن "هذه الجائزة مثلها مثل مؤتمر أهل السنة في غروزني الذي عُقد تحت رعاية بوتين، تأتي لتمزيق أهل السنة والتحريض على الحروب بينهم".
وأضاف: "عندما يأتي الحاكم العربي في رمضان مثلا ليقدم لنا الإسلام فهو يشرح لنا آية فرض الصيام، لكنه يتجاهل آيات القتال والقصاص، وهي كلها من العبادات الجماعية، التي يسعى هؤلاء لصرف الناس عنها، وهذه من بين المؤامرات الدولية، التي يستعملها المستعمرون وأذنابهم، لدعمها من أجل إضعاف الأمة".
كما ميز بلحاج بين "الصوفية التي قال بأنها تربي الناس على التزكية والإخلاص والتربية، وبين صوفية الدروشة والشطحات وتمجيد الخضوع للاستعمار والطغاة".
ونوه إلى أن "الاستعمار استخدم جزءا من الصوفية لترسيخ أقدامه في المنطقة العربية، كما استخدم الطغاة جزءا من الصوفية لترسيخ ملكهم".
وأشار بلحاج إلى أن اللجوء إلى أسماء لها قيمة في تاريخ الجزائر مثل الأمير عبد القادر لن يخدع الناس بمثل هذه الجائزة، وقال: "هناك ظاهرة تتصل باللجوء إلى أسماء تاريخية، مثل الجنيد السالط وعبد القادر الجيلالي والأمير عبد القادر وغيرهم، لو أن هؤلاء خرجوا من قبورهم لتبرأوا من هذه الأطرافولسلوا سيوف الحهاد في وجه هذه المنظمات التس تسعى لتقسيم العالم الإسلامي وإراقة دماء أهله".
في الوقت نفسه، رأى بلحاج أن ما يؤكد عدم جدية الدعوة إلى التعايش في الجزائر، أنها تأتي في ظل "نظام قال بأنه عجز عن توفير التعايش مع شعبه"، وقال: "إذا كان النظام الجزائري جادا في الدعوة إلى التعايش والحلول السياسية بين الفرقاء فيالعالم العربي، فعليه أن يمارس هو نفسه ذلك، وأن يزيل الجدران الاسمنتية التي بناها بينه وبين فئات عريضة من شعبه قبل أن يدعو الآخرين للتعايش والحلول السياسية".
ولفت بلحاج إلى أن هذه "المبادرة لا تتماشى وتوجه الجزائر لبناء جدران عازلة على الحدود بين الجزائر وتونس وليبيا والمغرب، التي وصفها بأنها "تكرر ذات الجدار العازل الإسرائيلي، والجدار العازل الأمريكي مع البرازيل".
وحذّر يلحاج من ضخامة ظاهرة التسلح لدى النظام الجزائري، وقال: "لقد أفرط النظام الجزائري في شراء السلاح وليس معروفا ضد من سيستخدمها، وإن كنت لا أرى مجالا لاستخدامها إلا ضد الشعب الجزائري أو ضد دول الجوار"، على حد تعبيره.