بسم الله الرحمن الرحيم
مساهمة من – مناضلون من الج ا ا – في صناعة الوعي الجماعي
ما يجب التحلي به للخروج من الأزمة
السلوك الإستراتيجي
إن التدبر العميق في البيئة الجزائرية يشير إلى صعوبة وتعقيد التعامل مع هذه البيئة وما تشمله من مهددات داخلية وما تشهده من تطورات إقليمية ودولية من دون استراتيجيات متقنة.
ومن التحديات المهمة التي يصعب إغفالها في علم التخطيط الاستراتيجي ، تأثير الجوانب الشخصية للسياسي وللشخصيات القيادية الحزبية والتنفيذية للسلطة،والكتل والأجنحة على المصالح العامة، حيث اتفقت العديد من الدراسات على أن الإنسان بطبيعته البشرية له رغبات تتصل بتحقيق الذات والشهرة والجاه.. الخ، ولا زالت العديد من الكتل والأجنحة داخل النظام والأحزاب تعاني من طغيان المصالح الشخصية على المصالح العامة، وقد اعترفت النظم الغربية بهذا العجز حيث أثبتت التجارب الطويلة في أوربا أن السلطة مفسدة، وأن السلطة المطلقة تؤدي إلى فساد مطلق، لذا فإن مجرد وجود الإستراتيجية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية.. الخ، التي يتم من خلالها تحقيق المصالح الوطنية الإستراتيجية وإدارة صراع المصالح الدولية وتحقيق الأمن القومي، دون ترتيبات تعالج الخلل المتعلق بالسلوك البشري أو الحزبي، تجعل من تلك الاستراتيجيات حبرا على ورق وترهن المصالح الوطنية الإستراتيجية والأمن القومي بسبب سلوك وتصرفات الأفراد، باعتبار أن عدم السيطرة على ذلك السلوك يعني عدم وجود إرادة وآلية فاعلة لتنفيذ الإستراتيجية كما هو محدد، وبالتالي تهديد الأمن القومي وتعطيل المصالح العامة، لهذا اهتم علم الإستراتيجية السياسية بتأسيس الأوضاع التي تؤسس لسيادة النظام المطلوب لتحقيق المصالح الإستراتيجية الوطنية ويمنع سيطرة أي أنظمة أو أوضاع أخرى تقود لتحقيق مصالح شخصية أو كتلية تضعف الإرادة في تنفيذ الإستراتيجية، مثل تحديد السلطات وتحديد الزمن لممارسة هذه السلطات وتحديد مدة الإنجاز وتشغيل الأنظمة الرقابية الصارمة والتأسيس لإنزال القيم والحريات على أرض الواقع ووضع ضوابط تحكم الخدمة وسيادة القانون والنظام، وغيرها مما يحد من انفلات الرغبات الشخصية أو الحزبية.
عن / مناضلون من الج ا ا