السنة حصن الله الحصين
قال تعالى: ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) [ يونس:57]
وقد دارت أحوال السلف، على أن فضل الله ورحمته الإسلام والسنة، وعلى حسب حياة القلب يكون فرحه بهما، وكلما كان أرسخ فيهما كلن قلبه أشد فرحا، حتى إن القلب إذا باشر روح السنة ليئقص فرحا أخوف ما يكون الناس.
فإن السنة حصن الله الحصين الذي من دخله كان من الآمنين، وبابه حصن الله الأعظم الذي من دخله كان من الواصلين، تقوم بأهلها وإن قعدت بهم أعمالهم، ويسعى نورهم بين أيديهم إ طفئت لأهل البدع والنفاق أنوارهم، وأهل السنة هم المبيضة وجوههم إذا اسودت وجوه أهل البدعة، قال تعالى: ( يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) [آل عمران 106 ] قال ابن عباس: تبيض وجوه أهل السنة والائتلاف، وتسود وجوه أهل البدعة والتفرق.
وهي الحياة والنور اللذين بهما سعادة الأبد وهداه وفوزه، قال تعالى: ( أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها) [ الأنعام 122 ].
فصاحب السنة حي القلب مستنير القلب، وصاحب البدعة ميت القلب مظلمه، وقد ذكر الله سبحانه هذين الأصلين في كتابه في غير موضع، وجعلهما صفة أهل الإيمان، وجعل ضدهما صفة من خرج عن الإيمان.
فإن القلب الحي المستنير هو الذي عقل عن الله وفهم عنه وأذعن وانقاد لتوحيده ومتابعة ما بعث به رسول الله صلى الله عليه وسلم، والقلب الميت المظلم الذي لم يعقل عن الله ولا انقاد لما بعث به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
نقلا عن: اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية للشيخ ابن القيم الجوزية
أم خالد