الأثر السئ للتعصب المذهبي على الأمة حضاريا. ..

إن الأمة لما كانت تعيش حياة التقيد بالدليل الشرعي في شؤون حياتها عرفت الإزدهار ورغد العيش، ولما أعرضت عن التمسك بالدليل وآثرت عليه أقوال الرجال كان في ذلك تدهورها وانتكاستها، . والسبب بسيط وواضح وهو أن حياة الناس لا يصلح لها إلا نظام وقانون خالق الناس، وهذا يتحمله كل من يلزم الناس بالتمذهب بمفهومه المظلم ولو على حساب الدليل. ... وعلماؤنا ولا سيما أئمه الفقه منهم برأؤ من هذا الصنيع، وقد نهوا الناس خن تقليدهم، وهذا مبسوط في كثير من طتب تراثنا. ...وهذا لا يستغرب ولا يستبعد ولا يستغرب. ...ولهذا قال بعض العلماء بأن الذي عبد الطريق وسهله للحكم بغير ما أنزل الله هو هذا التعصب المقيت. ...وفي هذا الصدد يقول الأستاذ مصطفى الزرقا في كتابه المدخل الفقهي العام :"رأى سلاطين الدولة العثمانية فيما في القرنين الأخرين من حياتها أن ما في مجلة الأحكام العدلية التي كانت متقيدة بالمذهب الحنفي لايفي بمستلزمات الحياة الجديدة وفي العمل بهمشقة وضرر على الرعية فعرضوا على القضاة والمفتين والمشايخ آنذاك أن يأخذوا بعض الأحكام من المذاهب الإسلامية الأخرى، فرفض هؤلاء رفضا باتا وتشبثهم بمذهبهم، فرأى الحكام بذلك أن ينصرفوا عن مجلة الأحكام العدلية وعن الشريعة الإسلامية شيئا فشيئا ويأخذوا بالقوانين الأجنبية واستمر ذلك حتى كانت سنة 1949م وتولى أسعد الكوراني وزارة العدل في سوريا فأبطل العمل بالبقية الباقية من مجلة الأحكام العدلية وأخذ بالقانون الأجنبي كله تقليدا للقانون المصري وبهذا أقصيت الشريعة الإسلامية عن ميدان القانون والحياة" إنتهى قول الزرقا نقلا عن الدرر البهية في السياسة الشرعية لعلي بن حاج.
أذن فقضية التعصب المذهبي جرت على الأمة الويلات وأصابتها في حضارتها وريادتها، والسلام.
أخوكم العرباوي

باك الله فيك اخي على هذا الجهد المبذول ماجور ان شاء الله تعالى