بيان رقم ( 75 )
الخميس 29/ ذو القعدة / 1437هـ
بيان الهيئات العلمية حول مؤتمر الفتنة بالشيشان!
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، أما بعد:
ففي "جروزني" عاصمة دولة الشيشان ، وبرعاية من روسيا الاتحادية ؛ انعقد مؤتمر بعنوان : (من هم أهل السنة والجماعة ؟ ) وذلك في الفترة من 24-26 ذي القعدة 1437هـ يوافقه 26-28 أغسطس 2016م.
وقد أُصدِر في نهايته بيان ختامي تضمن مقررات المؤتمر.
وانطلاقا ًمما أمر الله به من بيان الحق وكشف زيف الباطل؛ فإن الموقعين على هذا البيان من الهيئات والروابط العلمية، ليجدون لزاماًً عليهم بيان ما يلي:
أولًا: لا يمكن فصل هذا المؤتمر عن سابقَيه اللذين عقدا بالقاهرة لذات الموضوع ، وكان آخرهما الذي انعقد في يناير عام 2011م ! وهو في هذا السياق حلقة في سلسلة ترمي إلى تفريق المسلمين واستلاب مفهوم أهل السنة والجماعة ، ومحاصرة و استبعاد و تشويه علماء السنة المعاصرين ، والتمكين للفرق المخالفة للسنة ؛ كالرافضة من جهة ، و قوى الخرافة و الضلال من جهة أخرى ، وإثارة النزاعات المذهبية القديمة ؛ كما يتسنى تسليم زمام القيادة السياسية للعلمانيين الذين يخدمون المشروع الاستعماري في المنطقة !
ثانياً: إن اجتماع علماء مع مندوب روسيا الاتحادية في مؤتمر واحد من غير سماع نكير واحد أو تضمين البيان الختامي لاستنكار و شجب للاستهتار بدماء مسلمي سوريا ؛ لهو من الخيانة للأمة بأسرها ! فكيف إذا كان من هؤلاء المؤتمرين من يؤيد فعل روسيا ويدعوها للمزيد؛ بحجة القضاء على الإرهاب المزعوم الذي لا يصطلي بنار الحرب عليه إلا أطفال سوريا والمستضعفون من أهلنا هناك ! وقد قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) [الأنفال:27].
ثالثًا: إن علماء المسلمين الأجلاء ودعاتهم الأوفياء ليدينون هذا المؤتمر في أشخاص من حضروه وهم يعلمون أهدافه ، ومن سكتوا بعد أن ظهر لهم عواره وعاره، وما سجل التاريخ أن أحداً من علماء المسلمين المعظَّمين -كالنووي أو ابن دقيق العيد أو ابن حجر رحمهم الله جميعا- قبلوا أن يكونوا مطية أعداء الدين أو خنجراً في خاصرة المسلمين ، بموالاة سياسية أو توظيف لقضية مذهبية من قبل اليهود أو النصارى.
قال تعالى: (وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)[ المائدة:٥١ ].
رابعاً: إن محكمات الشرع المطهر قاضية بوجوب الدعوة إلى اتحاد أهل القبلة في مواجهة التكالب والتمالؤ الأممي على المسلمين جميعًا ؛ بوصفهم مسلمين لا بوصفهم سنة أو أشاعرة أو صوفية أو غير ذلك.
فالفقه الراشد في ظروف الأمة اليوم أن تجتمع كل السواعد للدفع عن الإسلام وأهله في كل بقعة يراق فيها الدم المسلم ؛ لا أن يشق الصف ويتنادى إلى الخذلان ! والله تعالى يقول: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى و لا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) (المائدة:٢) .
خامسا: ومع أن هذا المؤتمر يُتشكك في أهدافه ومقاصده فإن التوفيق قد خان أصحابه في مقرراته كما خانهم في زمانه ومكانه!
إذ إن قصر أهل السنة والجماعة على الأشاعرة والماتريدية أمر لا ينقضي منه العجب ؛ فإن آخر الأئمة الأربعة وفاة هو إمام أهل السنة والجماعة بلا مدافع وهو الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله (ت :٢٤١هـ) وكانت وفاته قبل ولادة أيٍّ من أبي الحسن الأشعري و أبي منصور الماتريدي! فأين نذهب بأجيال المسلمين من لدن الصحابة إلى استقرار مذهب الأشعري رحمه الله تعالى؟!!، ومن كان على مذهب الأئمة الأربعة في الفقه فحري به أن يكون على معتقدهم في التوحيد والاعتقاد .
سادسا: أهل السنة كما هو متقرر لدى أهل الإسلام قديما وحديثا هم الصحابة والتابعون وتابعوهم المتمسكون بالكتاب والسنة قولاً وعملاً واعتقاداً ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين.
واعتبار أهل السنة هم أتباع المذاهب الفقهية الأربعة دون نظر لعقيدة هؤلاء هو قول في غاية البطلان ! إذ من هؤلاء معتزلة قدرية أو مرجئة جبرية! فالمذهب الفقهي لا يرتبط بالمذهب الاعتقادي أشعرياً كان أو ماتريدياً أو غير ذلك! و مثل هذا يقال في الفرق المسلكية كالصوفية.
سابعا : إن نبز أصحاب المنهج السلفي بالتطرف بعد إقصائهم من أهل السنة بالجملة، و قصر الحضور على من كان موافقا للمؤتمرين في منهجيتهم الشائهة يناقض ما يدَّعونه ويدعون إليه من التواصل والتراحم !! أم إن هذا مصروف لأعداء الملة والدين فحسب ؟!
إن البراءة من أهل الإسلام كموالاة أهل الباطل في الإثم سواء بسواء!!
ثامناً : كان اللائق بمن يوضحون للأمة منهج أهل السنة ألا يقعوا في الثناء والدعاء و المداهنة لرجل يعلن أنه جندي من جنود بوتين!!
وأنه مستعد للتضحية بحياته من أجل بوتين !! علاوة على ما يعتقده من خرافات ويقوم به من حرب على أهل الإسلام في بلده!!
ختاماً : فإن الأمة الإسلامية أمة نقَّادة تفرق جيداً بين الثمين والمهين، ولا تروج في سوقها العملات المزيفة، وكما لم تنطلِ عليها حيلة استعمال الغلاة في باب الجهاد لتدمير جهاد أهل السنة ؛ فإنها لن ينطلي عليها من يستعمل علماء السوء لتبديع وإسقاط أهل السنة !!
فهؤلاء المؤتمرون لا يمثلون إلا أنفسهم ، وقد تبرأ كثير من فضلاء الأشاعرة والصوفية من مسلكهم قبل البيان المشئوم وبعده !
(والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون) ___ تابع على صفحة التعليق ----