علي جدي يتحدث لـ "الحدث الجزائري" عن سلال وعودة الفيس و تغيير تسمية الجبهة و رسالة مدني مزراق و مشاورات أويحيى و ندوة الانتقال
أكد الوزير الأول عبد المالك سلال من مجلس الأمة أمس الثلاثاء 10 جوان أن قضية عودة الحزب المحل الجبهة الإسلامية للإنقاذ إلى الساحة السياسية قد فصل فيها منذ سنوات و يشير إلى قانون الأحزاب و يقول : إنه واضح وقد طبق بكل حذافره"
قرار عودة " الفيس " إلى الساحة السياسية يتجاوز عبد المالك سلال و يتجاوز من عيّن سلال على رأس الحكومة ، القرار بيد الشعب وحده ، ووحده الشعب من يعطي الشرعية لـ "الفيس" أو ينزعها منه . لقد حققت جبهة الإنقاذ فوزين كاسحين في الإنتخابات البلدية و التشريعية العام 1991 بفضل الصناديق التي كانت صوت الشعب و سنظل نطالب بعودة " الفيس " إلى الساحة السياسية ، وعودته يجب أن تكون أولا بعقد مؤتمر جامع و تجديد الجبهة الإسلامية للإنقاذ لبرنامجها و خطابها و رجالاتها و تبحث عن الحلول اللازمة للمشاكل التي يتخبط فيها الجزائريون
لكن هل توافقون على عودة " الفيس " تحت تسمية أخرى ، ربما يقصد سلال التسمية و ليس قيادات الحزب بدليل دعوة بعضها لمشاورات أحمد أويحي ؟
عندما قلت أن عودة الجبهة سيسبقها تجديد في البرامج و الخطاب كنت أقصد أيضا و هذا حسب رأيي تجديد في التسمية ، لأننا لا نخشى على الجبهة ككيان سياسي في حال تم الذهاب نحو تغيير إسم الحزب ، فقط أنا أرفض فكرة أن ترغب السلطة في تغيير تسمية الحزب بدعوى تورطه في مآسي التسعينيات أو تحميله ما لم يكن مسؤولا عنه ، و إذا أدركنا أن الدولة ما تزال تقتنع بذلك فنحن سنطالب بلجنة تحقيق مستقلة و محاكمة عادلة للمتورطين جميعهم يتم بناء عليه تحديد المسؤوليات فيما وقع من انقلاب على الشرعية
في حال كُتِبَ للجبهة الإسلامية للإنقاذ العودة إلى الساحة السياسية ، أي دور سيكون للشيخ عباسي مدني الغائب عن الجزائر لأزيد من عشريتين هل بمقدوره اعتلاء منابر " الفيس " مجددا ؟
الكلام سابق لأوانه ! لكن أعتقد أن أول خطوة هي عقد المؤتمر الجامع ، أما الشيوخ فقد أثقل تقدم العمر كاهلهم و تعبوا كثيرا على رأسهم الشيخ عباسي مدني . سنسعى لتسليم المشعل و الأمانة للشباب.
انخرط مدني مزراق في مشاورات تعديل الدستور التي يرعاها مدير ديوان الرئاسة أحمد أويحيى و مثله فعل الشيخ الهاشمي سحنوني ، مقابل ذلك انخرط الشيوخ عبد القادر بوخمخم وكمال قمازي و أنتم في مساعي تنسيقية الانتقال الديمقراطي ، هل نحن أمام تشتت نواة " الفيس " المحل " ؟
دعني أشير أولا أن مشاورات أحمد أويحيى بائسة و تعيسة ، و أن موقف الجبهة الإسلامية للإنقاذ منها سبق و أن عبّر عنه الشيخ عبد القادر بوخمخم . و البديل العملي هو ما تطرحه ندوة الإنتقال الديمقراطي و الأفكار التي تطرقت إليها الجبهة الإسلامية للإنقاذ في اجتماع مزفران أمس
قلت أن موقف الجبهة الإسلامية للإنقاذ عبر عنه الشيخ عبد القادر بوخمخم ألا يمثل مدني مزراق و الشيخ الهاشمي سحنوني الجبهة...؟
هم تلقوا الدعوة بصفتهم شخصيات و طنية ، و هم أحرار في المشاركة ، و أنا لا أعلّق على موقفهم أو مواقف غيرهم ثم إن السلطة حاورت في تجارب سابقة قيادات " الفيس " وما أضنهم صادقون
أكد فاروق قسنطيني أن الجزائر تشهد ترسيم مشروع " العفو الشامل" كوصفة أخيرة لطي ملف الفتنة الوطنية المزمنة لكن عبد المالك سلال يعود من " السينا " و ينفي ذلك ! هل نحن أمام تخبّط للسلطة تجاه ملف العفو الشامل ؟
الإجابة عن هذا التناقض تجدونها عند عبد المالك سلال فهو في السلطة و عند فاروق قسنطيني فهو رئيس هيئة حقوقية تابعة للرئاسة لكن أعتقد أن المصالحة او العفو الشامل الحقيقيين هو رفع اليد عن حقوق المواطنين و رفع اليد عن العدالة لتمكينها من معرفة الحقيقة . فنحن نشتكي من حرماننا من حقوقنا السياسية و لا أدل على ذلك منع الشيخ علي بن حاج من حضور الندوة الوطنية للحريات و الإنتقال الديمقراطي بفندق مزافرون أمس.
على ذكر علي بن حاج ، قلتم البارحة أن الأخير منع من حضور ندوة الانتقال من كنتم تقصدون ؟
الشرطة السياسية هي التي منعت علي بن حاج من الحضور و كان عددها أمس في محيط مزفران كبير جدا و لهذا السبب تجنب علي بن حاج الحضور فقط بهدف عدم التشويش على اجتماع المعارضة
عبد القادر بوخمخم نفى وجود الرسالة التي قال مدني مزراق أنكم أيضا أحد الموقعين عليها ، و هي الرسالة التي يقول مزراق أنكم أرسلتم بها إلى الشيخين عباسي و بلحاج العام 2002 في سجنهما في البليدة على خلفية فشل المؤتمر الجامع السابق ؟ لماذا كل هذا الخلاف حول الرسالة. ؟
أولا أتأسف لموقع مثل "الحدث الجزائري" الذي نتابعه يوميا و يتمتع بمصداقية كبيرة ، ينشر رسالة دون أن يتحقق من أصاحبها، ، ثانيا ماكنت لأرّد على مدني مزراق رغم أن إسمي مذكور في الرسالة لولا أنك وجهّت السؤال لي ، و أجيب أن ما تحدث عنه مزراق في الرسالة و الأرضية هي وقائع وهمية ، حتى لا أقول شيئ أخر.
لكن مزراق أصر أن الرسالة و الأرضية حقيقية بل و أرسل تعقيبا لـ "الحدث الجزائري" ردا على الشيخ عبد القادر بوخمخم الذي نفى الرسالة في الحوار الذي أجراه معنا ؟
هو حر في شأنه، لا أريد أن أخوض في وقائع وهمية و خيالية، لا يقبلها الشيخان عباسي مدني و علي بن حاج، و بالنسبة لي فهذه الأرضية مجرد إكتشاف