بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
وصايا ودرر لشيوخ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تضييع الحق بفوت الأدب
«وينبغي إذا دارت المباحثة بين الكتّاب أن تكون في دائرة الموضوع، وفي حدودِ الأدب، وبروح الإنصاف، وخيرٌ أن تقيم الدليلَ على ضلالِ خصمك، أو على غلطه، أو على جهله، من أن تقول له: يا ضال، أو يا جاهل، أو يا غالط، فبالأول تحجّه فيعترف لك، أو يكفيك اعتراف قرائك، وبالثاني تهيِّجه فيعاند، ويضيعُ ما قد يكون معك من حقٍ بما فاتك معه من أدبٍ»
[«مجلة الشهاب» لعبد الحميد بن باديس 4/ 244)].
شرف الانتساب إلى السلفية
«وهذه الطائفة السلفية التي تعد نفسها سعيدة بالنسبة إلى السلف، وأرجو أن تكون ممن عناهم حديث مسلم «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين يوم القيامة» الحديث، قد وفقوا إلى تقليد السلف في إنكار الزيادة في الدين، وإنكار ما أحدثه المحدثون وما اخترعه المبطلون ويَروْن أنه لا أسوة إلاَّ برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أو من أمرنا بالائتساء به فلمّا شاركوا السلف وتابعوهم في هذه المزية الإسلامية نَسبُوا أنفسهم إليهم، ولم يَدَعِّ أحدٌ منهم أنه يدانيهم فيما خصّهم الله به من الهداية التي لا مطمع فيها لسواهم»
[«مجلة الشهاب» للعربي بن بلقاسم التبسي: (4/ 149)].
الحذر من الصادين عن العلم
«العلمَ العلمَ أيّها الشباب، لا يُلهيكم عنه سمسار أحزاب، ينفخ في ميزاب، ولا داعية انتخاب، في المجامع صخّاب، ولا يلفتنكم عنه معللٌ بسراب، ولا حاوٍ بجراب، ولا عاوٍ في خراب، يأتم بغراب، ولا يفتنّنكم عنه مُنزوٍ في خنقه، ولا مُلتوٍ في زنقةٍ، ولا جالس في ساباط، على بساط، يحاكي فيكم سنة الله في الأسباط، فكل واحد من هؤلاء مشعوذ خلاب وساحر كذّاب. إنكم إن أطعتم هؤلاء الغواة، وانصعتم إلى هؤلاء العواة، خسرتم أنفسكم، وخسركم وطنكم، وستندمون يوم يجني الزارعون ما حصدوا، ولات حين ندم »
[«عيون البصائر» لمحمد البشير الإبراهيمي: (350-351)].
إعمال المعاول والمقاول لهدم أضرحة الباطل
«يا قوم!! إنّ الحق فوق الأشخاص، وإنّ السنة لا تسمى باسم من أحياها، وإنّ الوهابيين قوم مسلمون يشاركونكم في الانتساب إلى الإسلام ويفوقونكم في إقامة شعائره وحدوده، ويفوقون جميع المسلمين في هذا العصر بواحدة وهي أنهم لا يقرون البدعة، وما ذنبهم إذا أنكروا ما أنكره كتاب الله وسنة رسوله وتيسر لهم من وسائل الاستطاعة ما قدروا به على تغيير المنكر؟
أإذا وافقنا طائفة من المسلمين في شيء معلوم من الدين بالضرورة، وفي تغيير المنكرات الفاشية عندنا وعندكم - والمنكر لا يختلف حكمه بحكم الأوطان- تنسبوننا إليهم تحقيرًا لنا ولهم وازدراءً بنا وبهم، وإن فرّقت بيننا وبينهم الاعتبارات فنحن مالكيون برغم أنوفكم، وهم حنبليون برغم أنوفكم، ونحن في الجزائر وهم في الجزيرة، ونحن نُعمِل في طريق الإصلاح الأقلامَ، وهم يُعمِلون فيها الأقدامَ، وهم يُعْمِلُونَ في الأضرحة المعاول ونحن نُعْمِلُ في بانيها المقاول»
[«آثار الإمام محمَّد البشير الإبراهيمي» (1/ 123-124)]
من أساليب محاربة دعوة الحق
«يقولون عنا أننا وهابيون، كلمة كثر تردادها في هذه الأيام الأخيرة حتى أَنْسَت ما قبلها من كلمات: عبداويين وإباضيين وخوارج، فنحن - بحمد الله - ثابتون في مكان واحد وهو مستقر الحقّ، لكن القوم يصبغوننا في كل يوم بصبغة ويَسِمُونَنَا في كل لحظة بِسِمَةٍ، وهم يتخذون من هذه الأسماء المختلفة أدوات لتنفير العامة منا وإبعادها عنا وأسلحة يقاتلوننا بها، وكلما كلَّت أداة جاءوا بأداة، ومن طبيعة هذه الأسلحة الكلال وعدم الغناء، وقد كان آخر طراز من هذه الأسلحة المغلولة التي عرضوها في هذه الأيام كلمة «وهابي» ولعلهم حشدوا لها ما لم يحشدوا لغيرها وحفلوا بها ما لم يحفلوا بسواها، ولعلهم كافأوا مبتدعها بلقب (مبدع كبير)»
[«آثار الإمام محمَّد البشير الإبراهيمي» (1/ 123-124)]
خطر البدع والضلالات
«إن شيوع ضلالات العقائد، وبدع العبادات، والخلاف في الدين هو الذي جرّ على المسلمين هذا التحلل من الدين، وهذا البعد من أصليه الأصليين، وهو الذي جرّدهم من مزاياه وأخلاقه حتى وصلوا إلى ما نراه، وتلك الخلال من إقرار البدع والضلالات هي التي مهدت السبيل لدخول الإلحاد على النفوس، وهيأت النفوس لقبول الإلحاد، ومحال أن ينفذ الإلحاد إلى النفوس المؤمنة، فإن الإيمان حصن حصين للنفوس التي تحمله، ولكن الضلالات والبدع ترمي الجد بالهويْنا، وترمي الحصانة بالوهن، وترمي الحقيقة بالوهم، فإذا هذه النفوس كالثغور المفتوحة لكل مهاجم.»
[«آثار الإمام محمَّد البشير الإبراهيمي» : (4/ 201)]
جهل المسلمين من أسباب العدوان عليهم
«وإن أخوف ما يخافه المشفقون على الإسلام، جهل المسلمين لحقائقه وانصرافهم عن هدايته، فإن هذا هو الذي يطمع الأعداء فيه وفيهم، وما يطمع الجار الحاسد في الاستيلاء على كرائم جاره الميّت إلا الوارث السفيه.»
[ «جريدة البصائر» محمد البشير الإبراهيمي: (العدد 13، 26 ذي الحجة 1366هـ/ 10-11-1947م)].
الدين قبل كل شيء
«إننا نعتقد ولم نزل نعتقد في إيمان وإخلاص بأن الدين وحده هو الذي ينهض بهذه الأمة حديثا، كما نهض بها قديما، بالدين فقط نصل إلى حيث نأمل ونبلغ كلّ ما نرجوه ونتمنّاه، والدين هو رأس مالنا الذي لا خسارة معه، ولا ندامة تلحق العاملين به والمعتصمين بحبله المتين، وإذن فالدين قبل كل شيء. »
[«جريدة الإصلاح» محمد الطيب العقبي : (العدد 46، 18 جمادى الأولى 1366هـ/ 01-04-1947م)]
القائد الحقيقي
«فإنَّ ممَّا نعلمُه، ولا يخفَى على غيرِنا أنَّ القَائدَ الَّذي يقول للأمَّة: (إنَّكِ مظلومَةٌ في حقوقِكِ، وإنَّني أريدُ إيصالَكِ إليها)، يجدُ منها ما لا يجدُ مَنْ يقول لها: (إنّكِ ضالَّةٌ عن أصولِ دينِك، وإنَّني أريدُ هِدايَتَك)، فذلك تُلبِّيه كلُّها، وهذا يقاومُه مُعظمُها أو شطرُها»
[«الصِّراط السَّوي» عبد الحميد بن باديس : (العدد 15، 08 رمضان 1352هـ/ 25-12-1933م)]
سبب تفرق الأمة
«إننا علمنا حق العلم، بعد التروي والتثبت، ودراسة أحوال الأمة ومناشئ أمراضها، أن هذه الطرق المبتدعة في الإسلام هي سبب تفرق المسلمين، لا يستطيع عاقل سلم منها ولم يبتل بأهوائها أن يكابر في هذا أو يدفعه، وعلمنا أنها هي السبب الأكبر في ضلالهم في الدين والدنيا، ونعلم أن آثارها تختلف في القوة والضعف اختلافا يسيرا باختلاف الأقطار، ونعلم أنها أظهر آثارا وأعراضا وأشنع صورا ومظاهرا في هذا القطر الجزائري، والأقطار المرتبطة به ارتباط الجوار القريب منها في غيره، لأنها في هذه الأقطار فروع بعضها من بعض، ونعلم أننا حين نقاومها نقاوم كلّ شر، وأننا حين نقضي عليها -إن شاء الله- نقضي على كلّ باطل ومنكر وضلال، ونعلم زيادة على ذلك أنه لا يتم في الأمة الجزائرية إصلاح في أي فرع من فروع الحياة مع وجود هذه الطرقية المشؤومة، ومع ما لها من سلطان على الأرواح والأبدان، ومع ما فيها من إفساد للعقول وقتل للمواهب»
[«آثار الإمام محمَّد البشير الإبراهيمي» : (1/190)].
فضل السلف على الخلف
«أقام سلفنا الصالح دين الله كما يجب أن يقام، واستقاموا على طريقته أتم استقامة، وكانوا يقفون عند نصوصه من الكتاب والسنة، ولا يتعدونها ولا يتناولونها بالتأويل، وكانت أدواتهم لفهم القرآن، روح القرآن، وبيان السنة، ودلالة اللغة والاعتبارات الدينية العامة، ومن وراء ذلك فطرة سليمة وذوق متمكن ونظر سديد وإخلاص غير مدخول واستبراء للدين، قد بلغ من نفوسهم غايته، وعزوف عن فتنة الرأي وفتنة التأويل، أدبهم قوله تعالى: ﴿أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ﴾ [الشورى: 13] وقوله تعالى ﴿فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ﴾ [النساء: 59] فكانوا أحرص الناس على وفاق، وكانوا كلما طاف بهم طائف الخلاف في مسألة دينية بادروه بالرد إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله فانحسم الداء وانجابت الحيرة»
[«آثار الإمام محمَّد البشير الإبراهيمي» : (1/ 164)].
إلباس الحق بالباطل
«تأسس الإسلام، وتأسس معه التمرد الذي هو عبارة عن عدم الاستسلام، وهو الكفر والجحود بعينه والعياذ بالله وجاء الإسلام بالإصلاح العام لما أحدثه الأنام فقام المعارضون ضد المصلحين الحقيقيين الذين هم المرسلون وقالوا لنوح عليه السلام: ﴿ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ ﴾ [الأعراف: 60] ، وقالوا لهود عليه السلام: ﴿أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا ﴾[الأعراف:70] ، وقالوا لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم: ﴿ سَاحِرٌ كَذَّابٌ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ﴾ [ص:4، 5].
وهذا الذي وقع لنا معشر المصلحين المخلصين في هذا العصر كلما نوهنا أو نبهنا إلى خطإ أو فساد في العقائد والعوائد أو عارضنا المفاسد والمعابد بالباطل أو ذكرنا الملل والنحل التي تفرعت في الإسلام الذي جاء بالتوحيد قام في وجوهنا فريق من البله الجامدين المغفلين وخرجوا إلينا بطرا ورئاء الناس أنهم يدافعون عن الأولياء والصاحين فيلبسون الحق بالباطل ويكتمون الحق وهم يعلمون»
[«الشهاب» أبو يعلى الزواوي : (3/ 351)]
الصبر على الأذى في سبيل الإصلاح
«وإن تعجب فعجب أمر هؤلاء الذين يريدون من علماء الدين أن يذعنوا لأباطيلهم ويطأطئوا رؤوسهم أمام عظمة أهوائهم، وما ضمتها من عفونات ما يلقيه الشيطان عليهم رغم تعاليم الدين الذي يلعن من يكتم من الدين المنزّل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم شيئا وكأنّ هؤلاء لم يعلموا أننا لم نكتب ما كتبنا وما كتبه إخواننا من أهل الدين والبصيرة النافذة لقضاء شهوة من الشهوات أو طلب دخل من الدخول أو لنيل حظ من الحظوظ، وأن الله يعلم والمسلمين يعلمون أنه لولا أن الله تعالى أمرنا بأن نبلغ هذا الدين كما أخذناه لا ننقص ولا نزيد ولولا أننا نزحزح أنفسنا عن الذين يكتمون ما أنزل الله من البينات والهدى ما رضينا لأنفسنا أن نخاطب هذه الهلثاء التي لا فقه لها ولكننا سوف نثبت حيث أمرنا الله مستميتين في الدفاع عن الدين ولو قطعنا إربا أو رمى بنا في أتون وإن نحن لقينا ما لقينا فحسبنا:
ما أنت إلا أصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت»
[«الشهاب» العربي التبسي : (3/ 297)]
التزام السلفية منجاةٌ من الفُرقة
«ولا يقف بالجميع عند حدٍّ واحد إلاّ دليلٌ واحد، وهو التزام الصحيح الصريح مما كان عليه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وكان عليه أصحابه، فكلّ قول يراد به إثبات معنى ديني لم نجده في كلام أهل ذلك العصر نكون في سعة من رده وطرحه وإماتته وإعدامه، كما وسعهم عدمه، ولا وسَّع الله على من لم يسعه ما وسعهم، وكذلك كلّ عقيدة، فلا نقول في ديننا إلاّ ما قالوا، ولا نعتقد فيه إلاّ ما اعتقدوا ولا نعمل فيه إلاّ ما عملوا، ونسكت عمّا سكتوا فيه... ونرى كلّ فتنة كانت بين الفرق الإسلامية ناشئةً عن مخالفة هذا الأصل»
[عبد الحميد بن باديس «مجلة الشهاب»: (5/ 570)].
مهمة العالم الديني وموقفه
«وَاجِبُ العَالِمِ الدِّيني أَنْ يَنْشطَ إِلى الهدَايَةِ كُلَّمَا نَشطَ الضَّلاَلُ، وَأَنْ يُسَارِعَ إِلى نُصْرَةِ الحقِّ كُلَّمَا رَأَى البَاطِلَ يُصَارِعُهُ، وَأَنْ يُحَارِبَ البِدْعَةَ وَالشَّرَّ وَالفَسَادَ قَبْلَ أَن تَمدَّ مَدَّهَا، وَتَبْلغَ أَشُدَّهَا، وَقَبْلَ أَن يَتَعَوَّدَهَا النَّاسُ ، فَتَرْسَخَ جُذُورُهَا في النُّفُوسِ، وَيَعْسُر اقتِلاعُهَا، وَوَاجِبُهُ: أَنْ يَنْغَمِسَ في الصُّفُوفِ مُجَاهِدًا، وَلا يَكُونَ مَعَ الخوَالِفِ وَالقَعَدَةِ، وَأَنْ يَفْعَلَ مَا يَفْعَلُه الأَطِبَاءُ النَّاصِحُونَ مِنْ غَشَيَانِ مَوَاطِنِ المرَضِ لإنْقَاذِ النَّاسِ مِنْهُ، وَأَنْ يَغْشَى مَجَامِعَ الشُّرُورِ لاَ لِيَرْكَبَهَا مَعَ الرَّاكِبِينَ، بَلْ لِيُفَرِّقَ اجْتِمَاعَهُمْ عَلَيْهَا».
[«آثار الإمام محمَّد البشير الإبراهيمي»: (4/ 117)]
القدوة الحسنة
«والقدوةُ الحسنَةُ هي التي تجعلُ لكَلامِ الله وقعًا في القلُوب، ولأوامر الدِّينِ احترامًا في النُّفوس، ولِعِظاتِ المُرشِدين تأثيرًا في المجتمعِ، والقُدوةُ الحسنةُ هي التي تجعلُنا أمَّةَ جِدٍّ وعملٍ، لا شِرذِمةَ هَزلٍ وتَواكلٍ، فإنَّ وقُوفَ المرشِدِ عند حدِّ القَولِ يحملُ المستَمِعَ على الوقوفِ عندَ حدِّ السَّماعِ، وقَرْنُه القولَ بالعملِ يبعَثُ السَّامعَ على قَرْنِ السَّماعِ بالاتِّباعِ، فالقولُ المجرَّدُ يبعثُ على القَولِ المجرَّدِ، والامتِثالُ بالعَملِ يبعثُ على الامتِثالِ بالعمَلِ، وهَذا سرُّ نجَاحِ السَّلَفِ وفَشَلِ الخَلَفِ.»
[«محاضرة في السرف المالي» للشيخ مبارك الميلي (ص83)]
سمو الإسلام
قال الشيخ العربي التبسي رحمه الله:
«يجب علينا أن نستعدَّ، وأن نكون رجالاً يتشرَّفون بحمل لقب الرجولة الكاملة، وأن نندفع لفتح المستقبل فتحاً مبيناً؛ ليسمُوَ الإسلام سُموًّا عظيماً، ولتنتشر العربيةُ انتشاراً ذريعاً، ولتُنسف ـ إلى غير رجعة ـ تلك الخرافات والبدعُ والأباطيل التي هي ضدّ أخلاقنا، وضدّ أمَّتنا، وضدّ ديننا الحنيف».
البصائر (عدد 204 ـ تاريخ 1/2/1372هـ ـ 20/10/1952)
وصيَّة العلاَّمة الإبراهيمي للشَّباب
قال الشَّيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله:
«والشَّباب المحمَّدي أحقُّ شباب الأمم بالسَّبْقِ إلى الحياة، والأخذ بأسباب القوَّة؛ لأنَّ لهم من دينهم حافزًا إلى ذلك، ولهم في دينهم على كلِّ مَكْرُمَةٍ دليلٌ، ولهم في تاريخهم على كلِّ دعوى في الفخار شاهدٌ.
أعيذُ الشَّباب المحمَّدي أن يُشْغِلَ وقتَه في تِعْدَاد ما اقترفه آباؤُه من سيِّئات أو في الافتخار بما عملوه من حسنات، بل يبني فوق ما بَنَى المحسنون ولْيَتَّقِ عثرات المسيئين.
وأُعيذه أن ينام في الزَّمان اليقظان، أو يَهْزَلَ والدَّهر جادٌّ، أو يرضى بالدُّون من منازل الحياة.
يا شباب الإسلام! وصيَّتي إليكم أن تتَّصلوا بالله تديُّنًا، وبنبيِّكُمْ اتِّباعًا، وبالإسلام عملًا، وبتاريخ أجدادكم اطِّلاعًا، وبآداب دينكم تخلُّقًا، وبآداب لغتكم استعمالًا، وبإخوانكم في الإسلام ولِدَاتِكم في الشَّبيبة اعتناءً واهتمامًا، فإنْ فعلتم حُزْتُمْ منَ الحياة الحظَّ الجليلَ، ومن ثواب الله الأجرَ الجزيلَ، وفاءت عليكم الدُّنيا بظلِّها الظَّليلِ».
[مكة المكرمة: في 1 صفر الخير 1372هـ]
نصيحة نافعة ووصية جامعة
«اعلموا جعلكم الله من وعاة العلم، ورزقكم حلاوة الإدراك والفهم، وجملكم بعزة الاتباع، وجنبكم ذلة الابتداع، أنّ الواجب على كلّ مسلم في كلّ مكان وزمان أن يعتقد عقدا يتشربه قلبه وتسكن له نفسه وينشرح له صدره، ويلهج به لسانه، وتنبني عليه أعماله، أنّ دين الله تعالى من عقائد الإيمان، وقواعد الإسلام، وطرائق الإحسان إنّما هو في القرآن والسنة الثابتة الصحيحة وعمل السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين وأنّ كلّ ما خرج عن هذه الأصول ولم يحظ لديها بالقبول- قولا كان أو عملا أو عقدا أو احتمالا فإنّه باطل من أصله -مردود على صاحبه كائنا من كان في كلّ زمان ومكان- فاحفظوها واعملوا بها تهتدوا وترشدوا إن شاء الله تعالى، فقد تضافرت عليها الأدلة -من الكتاب والسنة-، وأقوال أساطين الملة-من علماء الأمصار- وأئمة الأقطار -وشيوخ الزهد الأخيار- وهي لعمر الحق لا يقبلها إلاّ أهل الدين والإيمان- ولا يردها إلاّ أهل الزيغ والبهتان»
[«آثار الإمام ابن باديس»ابن باديس (3/ 222) ]
التعليم السني السلفي
«وقال الإمام ابن حزم في كتاب الإحكام -وهو يتحدث عن السلف الصالح كيف كانوا يتعلمون الدين-: «كان أهل هذه القرون الفاضلة المحمودة -يعني القرون الثلاثة- يطلبون حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم والفقه في القرآن، ويرحلون في ذلك إلى البلاد، فإن وجدوا حديثا عنه عليه السلام عملوا به واعتقدوه»، ومن راجع كتاب العلم من صحيح البخاري ووقف على كتاب جامع العلم للإمام ابن عبد البر -عصري ابن حزم وبلديه وصديقه- عرف من الشواهد على سيرتهم تلك شيئا كثيرا.
هذا هو التعليم الديني السني السلفي، فأين منه تعليمنا نحن اليوم وقبل اليوم منذ قرون وقرون؟»
[«آثار الإمام ابن باديس» ابن باديس (4/ 78)]
منقول من منتدى اللمة الجزائرية لصاحبه - انسانة ما جزى الله الجميع -