ولما ثبت أن ترك القراءة هو السنة، وأن القراءة بدعة، فأقل ما يقال فيها: إنها مكروهة، ولا خلاف بين المالكية أن الكراهة هي مذهب مالك وجمهور أصحابه، وقد نقل فضيلته سماع أشهب من العتبية قال: (( سئل مالك عن قراءة يس عند رأس الميت فقال: ( ما سمعت بهذا، وما هو عن عمل الناس))
فهذا تصريح منه بأنه رده، لأنه محدث ليس عليه عمل السلف من الصحابة، والتابعين وأتباع التابعين.
إذا كان هذا قوله فيما جاء فيه أثر، وهو قراءة يس عند رأس الميت، فغير هذا الموطن مما لا أثر فيه أولى وأحرى بالكراهة.
والتعليل بأنه ليس عليه عمل الناس، يفيد أن مجرد فعل القراءة مكروه، لأنه عمل مخالف لعملهم، دون التفات إلى أنه اعتقد ذلك سنة أو لم يعتقد، إذ ما فعله إلا وهو يعتقد أنه قربة في تلك المواطن، فيكون قصد القربة بما لم يجعله الشارع قربة، وهذا مقتد للكراهة.
فقصد القربة وحده كاف في الكراهة دون حاجة إلى اعتقاد أنه سنة، وبهذا بطل تأويل من تأول كلام مالك بمن قصد أنه سنة.
أم خالد