أيها المسلم إذا اختلطت عليك الامور وادلهمت في عالمك الفتن والشبهات، واختلت الموازين وانقلبت المفاهيم، ورأيت هوى متبعا وشحا مطاعا، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فماذا يمكنك أن تفعل ?وما الميزان الذي ستزن به كل هذه المتناقضات لتعرف الخطأ من الصواب، والشر من الخير ?
وهاهو نبينا صلى الله عليه وسلم يجيبنا عن هذا السؤال فيقول
فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ) هذا هو تشخيص الداء، وليس من شأن الشريعة الغراء أن تصف الداء من غير أن تصف الدواء، فقال صلى الله عليه وسلم
فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين)...
إذن الميزان هو سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ففيها الرد على كل الشبه التي ظهرت والتي لم تظهر بعد،..
بها نعرف وندرك أن الإسلام فيه لين بغير تنازل وفيه شدة بغير تعسير أو تنفير، فيه شجاعة بغير تهور وتواضع بغير جبن أو خور....
ولما نقول السيرة النبوية إنما نعني بها السيرة الحية والحياة العملية التي إذا رأيناها رأينا الإسلام على حقيقته في عزته وكرامته،، وفي حضارته وسموه ....
لنقف عند هذه المدرسة التي أخرجت لنا ذلك الرعيل الرباني والجيل الفريد الذي غير مجرى التاريخ، والسيرة النبوية هي الترجمان الحقيقي والحي لفهم الإسلام على أصالته وحقيقته.. ولا يمكننا بحال من الأحوال أن نفهم كلام الله وحديث النبي صلى الله عليه وسلم بعيدا عن السيرة النبوية....
والمسلم وهو يقرأ في السيرة يأخذك العجب وتأسرك الفرحة الغامرة لما تجد فيها حل كل ما أشكل عليك ولا سيما في الرد على شبهات المرجفين وقطاع الطرق وأدعياء الحق...
فاللهم وفقنا لدراستها والاقتداء بصاحبها....
أخوكم العرباوي