العرباوي مشرف عام
عدد المساهمات : 201 نقاطي : 568 السٌّمعَة : 15 تاريخ التسجيل : 11/12/2013 الموقع : إذا تركت الشعوب الإسلامية الدين بعيدا عن حياتها كما هو الآن في أوطان المسلمين، ولم تجعله أساسا لشؤونها فإنها لن تستطيع أن تقوم بنهضة قوية، وعندئذ لا يقدر أي مبدأ من المبادئ المستوردة أن يوحد بينها، _ العرباوي رحمه الله _
| موضوع: المسلم وسمو الحياة الخميس 26 ديسمبر 2013 - 12:18 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم المسلم وسمو الحياة إن المسلم في هذه الحياة يعيش لدينه وعقيدته، فحياته أسمى من مجرد حياة الأكل والشرب واللهث وراء الدنيا وخلف سفاسف الأمور: لقد هيأوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل سمو حياته يستمده من سمو دينه وعزة عقيدته، وهمته همة قعساء لا ترضى سوى العيش في القمم، وتربأ بنفسها أن تعيش عيشة السوائم على السفوح. حنينه لماضيه يشده إلى السعي الجاد والدؤوب لاسترجاع مكانته السامية التي لا تليق إلا بالمسلم. إن الإسلام عزيز ولا مكان فيه للذليل، وهو حركة وعمل لا مكان فيه للسكون والخمول والجمود، ولا مكان فيه للبكاء على الأطلال والأيام الخوالي من دون أن يدفع ذلك إلى عمل وحركة. وكل فرد ينتمي إلى هذا الدين فهو مسؤول عما يصيب دينه وأهل دينه من محن ورزايا، فالأمة قد تصاب بذنب الفرد منها( أولما أصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم). عجبا لمن عرف الإسلام حق المعرفة كيف يقعد عن نصرته والذب عنه. عجبا لمن عرف سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم ثم يجلس ممنيا نفسه بالأماني الزائفة والأحلام الكاذبة. إن الإسلام اليوم في حاجة إلى كل جهود أبنائه، كلهم وبدون استثناء، ولا سيما في زمن تكالبت فيه كل قوى الشر ضد الإسلام وأهله، وقد آن لبني الإسلام أن يطردوا عنهم شبح التكاسل وشيطان الخمول، وقد آن لهم أن يخلعوا رداء المهانة وأن يكفروا بعقيدة القابلية للإستبداد والظلم والبطش: ما حاجة المسلمين إلا وقفة في الحادثات كوقفة المقداد إن جراح أمتنا كثرت بتكاثر القابلين للهوان ممن ينتسبون إليها، نعم: هذا واقع يبعث على الحزن والأسى ، والحزن شيء طبيعي وإيجابي وفطري في الإنسان لكن إذا لم يصل به إلى حد اليأس والإستسلام والخنوع، والحزن على ما يصيب أمتنا زاد وطاقة تشحذ الهمم، وهو مدرسة من أولى مبادئها الإحساس بالألم والجرح الذي يعقبه النهوض لإزالته واستبداله بالفرح والأمل المشرق. المسلم يصنع من المحن منحا، ومن التجارب تمسكا بالمطالب، لا يرى سوى العزة مطلبا، ولا غير الحرية والتحرر مغنما وغاية: فقم يا ابن البلاد اليوم وانهض بلا مهل فقد طال الرقود أخي المسلم ما أحلى الحياة وأنت تعيش لدينك وعقيدتك وأمتك، ما أبهى الحياة وأنت تحمل بين جوانحك رسالة في هذا الوجود، وما أتعسها وأشقاها وأخسها من حياة وأنت تعيش لمجرد العيش بلا رسالة تحملها أو عقيدة تذب عنها أو أمة تحمل همومها وتدافع عنها. أخوكم العرباوي. | |
|