من ديحور الظلام يولد النور

من ديجور الظلام يولد النور

مرت أمة الإسلام وعبر العصور المختلفة بمحن ورزايا وابتلاءات تشيب لهولها الولدان، ومع ذلك بقيت أمة عزيزة، وكذلك ابتلي حملة هذا الدين أشد الإبتلاء (وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين)،( فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا)، إن المسلم نجده دائما متفائلا مستبشرا، يصنع من الليمون المر كأس عصير حلو المذاق.
وهو قد عاهد الله على المضي في طريق الحق ( ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسؤولا)، وهو مسلم عزيز في قوته وضعفه، في حريته وأسره، في غناه وفقره، في أمنه وخوفه، وهذا هو حال الربانيين من أمة نبينا صلى الله عليه وسلم، يعيشون للإسلام في كل أحوالهم، شعارهم:لا نقيل ولا نستقيل...
نعم من ديجور الظلام يولد النور...... فهاهو الإمام السرخسي رحمه الله سجن في بئر معطلة فأخرج للأمة كتابه العظيم(المبسوط) في عشرين مجلدا، وها هو شيخ الإسلام رحمه الله سجن بقلعة دمشق فكتب الكثير من الفتاوى والرسائل، وفي مقدمتها الفتاوى الكبرى، بل أنه بلغت به اللذة والفرحة من أثر الإستزادة من العلم أنه قال: (لقد فتح الله علي في كتابه في وقت قصير ما كان بتمناه كثير من العلماء في وقت طويل، ولو كنت أعلم ذلك ما اشتغلت بغير كتاب الله تعالى)ا.هـ
وعلى مر العصور وتوالي الأيام كان علماؤنا ومشايخنا، يجعلون من المحنة منحة....
لا يركنون لليأس ولا يسكنون إلى الدعة والخمول والكسل.....
نعم من ديجور الظلام يولد النور...
وفي الأوقات الصعبة يصنع المسلم العجائب والعظائم...فلا نامت أعين الكسالى والخاملين...

أخوكم العرباوي

» موقف الشيخ اسماعيل المقدم من "النور" والانقلاب
» النور الساطع في تجلية الغشاش الآثم أهو المشارك أو المقاطع

لا تستحي من إعطاء القليل ,

فإن الحرمان اقل منه

من ديحور الظلام يولد النور