سم الله الرحمن الرحيمتقدم الهيئة الإعلامية
للشيخ على بن حاجملاحظات من أجل التفرق بين التراجعات والمراجعاتالجزائر: 4 شوال 1430 هـ
الموافق لـ 23 سبتمبر 2009 م
الحمد للهوكفى والصلاة والسلام على المصطفى وآله وصحبه ذوي الشرف والوفاء.
من الهدي النبوي الشريف نصرة المسلم المظلوم والرد على عرضه إذا نيِلَ منه بغير وجه حق شرعي فقد ثبت في السنة الصحيحة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قام يصلي فقال أين مالك بن الدُّخْشُم ؟فقال رجل ذلك منافق لا يحب الله ولا رسولهفقال النبي صلى الله عليه وسلم "لا تقل ذلك ألا ترى قد قال لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله ؟ وإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله" وثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال في بعض الذين خلفوا في غزوة تبوك "ما فعل كعب بن مالك؟ فقال رجل من بني سلمة حبسه برداه والنظر في عطفيه فقال له معاذ بن جبل رضي الله عنه بئس ما قلت والله يا رسول الله ما علمنا عليه إلا خيراً فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويا فوز من رد عن أعراض المسلمين فكيف إذا كانوا من العلماء والدعاة وطلبة العلم الشرعي الذين يبتغون وجه الله تعالى ومن هذا الذي يزهد في فضيلة الرد عن أعراض المسلمين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة" وفي رواية "من رد عن عرض أخيه كان له حجابا من النار" وفي رواية "من أذل عنده مؤمن فلم ينصره وهو يقدر على نصره أذله الله على رؤوس الأشهاد يوم القيامة".
وعملا بالهدي النبوي السابق الذكر ترى الهيئة الإعلامية للشيخ الداعية بن حاج علي ونائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ وجوب الرد الهادف على بعض ما أثارته بعض الألسنة والأقلام التي مَردتْ عن تحريف الكلام عن مواضعه بغية النيل من نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ خاصة بعد الرأي الصريح الذي أبداه بشأن "المراجعات" التي نُسبتْ إلى بعض قادة تنظيم الجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية فكّ الله أسرهم وردّهم إلى ساحة الدعوة والعمل العام وأهلهم ردًّا جميلا والشيخ له كامل الحق شرعا وسياسة في التعبير عن رأيه وقناعته في مختلف القضايا الداخلية والخارجية كما أن لمن خالفه في الرأي والطرح الحق في التعبير عن آرائهم بكل حرية شرط أن يكون ذلك في إطار الحرية و الأخوة الإسلامية الجامعة ومراعاة آداب الخلاف والاختلاف ولذلك نحن في الهيئة الإعلامية سوف نحصر الرد على الأفكار والآراء بعيدًا عن التجريح في صاحب الفكرة إلا من ظلم وركب متن الشطط "لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم" وخاب وخسر من نصب نفسه لنصرة الأشخاص أو الأشياء لأن النصرة الحقيقية إنما تكون للأفكار والمبادئ ومما تعلمناه من الشيخ في دروسه العامة والخاصة ونحن في مطلع الشباب أن العلماء ليسوا هم الشرع ولكنهم وسائل لمعرفة الحكم الشرعي وهذا ما قاله الإمام الشاطبي رحمه الله "إن تحكيم الرجال من غير التفات إلى كونهم وسائل للحكم الشرعي المطلوب شرعا ضلال وأن الحجة القاطعة والحكم الأعلى هو الشرع لا غيره ..." .
· إن المطلع - بتجرد وإنصاف – على مجمل تصريحات الشيخ سواءً التي أدلى بها لوكالة قدس برس أو قناة الحوار يدرك لأول وهلة أن الرجل يشكك في الظروف والمناسبات التي تمت فيها "المراجعات" مناديا بضرورة الإفراج عن هؤلاء الإخوة لينعموا بالحرية وعندها من حقهم القيام بالمراجعات التي يرون أنها ضرورية ولكن الألسنة التي لا تتقي الله تعالى والأقلام المأجورة لهذه الجهة أو تلك تحرف الكلم عن مواضعه للنيل من الشيخ واستعداءالداخل والخارج عليه غير أن الذي نعرفه من أخلاق الشيخ أنه لا يلتفت لمثل هذه السخافات والتحريش الإعلامي الرخيص كيف لا وهو الذي كان يعلمنا في دروسه عن سير العارفين بالله تعالى "أن المخلص يستوي عنده المدح والقدح" وقوله "إذا عرفت نفسك فلا يضرك كلام الناس" فكلام الشيخ منصب على الظروف والمناسبات التي تمت فيها المراجعات فالرجل ليس ضد مبدأ المراجعة الشرعية التي نص عليها الكتاب والسنة وسيرة السلف الأوائل وإنما يرى أن جو المراجعة الحقيقية تكون في جو من الحرية والاستقلالية بعيداً عن الإكراه بجميع أنواعه وعن سائر الضغوط المختلفة وهذه النقطة -بحمد الله تعالى- هي محل اتفاق بينه وبين الشيخ الباحث في التاريخ الإسلامي الدكتور علي الصلابي رعاه الله وصاحب التصانيف الماتعة في سير الخلفاء الراشدين والتاريخ الإسلامي حيث قال "لا أخالف الشيخ علي بن حاج الرأي من الناحية النظرية أن المراجعات الفكرية يجب أن تكون من خارج القضبان وفي النور لا في الظلام" ثم قال حفظه الله تعالى "لكن هذا الحكم ليس على إطلاقه" ومن أجل تجلية الأمور ترى الهيئة الإعلامية التطرق إلى النقاط والملاحظات التالية.
أولا: شرعية المراجعات الحرة:
وهذا ما دَرَجَ عليه السلف الصالح الأوائل وأهل الفقه والعلم والاجتهاد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لقاضيه على الكوفة "ولا يمنعنك قضاء قضيته اليوم فراجعت فيه نفسك وهُديتَ فيه لرشدك أن ترجع إلى الحق فإن الحق قديم ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل". وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه "كان رأيي ورأي عمر في أمهات الأولاد ألا يبعن وأنا الآن أرى بيعهن" وكان بن عباس رضي الله عنه يرى لا ربا الفضل و يرى جواز المتعة ثم رجوعه عن القول بإباحتها والأمثلة في هذا الباب كثيرة وفيرة في القديم والحديث وهي مراجعات فقهية تمت في الحرية وبعد البحث والاستزادة من العلم الشرعي أو ظهور أدلة كانت خافية ولذلك أجاز علماء الأصول للمجتهد تغيير اجتهاده فيرجع عن قول قال به إلى قول آخر ولكنهم فرقوا بين نقض حكم الحاكم وتغيير الحكم والعمل باجتهاد جديد كما قال عمر "تلك على ما قضينا وهذا على ما نقض" فلم ينقض عمر اجتهاده السابق وإنما أقره في وقته وأبقاه ساري المفعول في الحادثة المتقدمة وعمل باجتهاده الجديد في الواقعة الحالية وما يستقبل من أمثالها فلو تغير اجتهاد الشخص في القبلة عمل بالاجتهاد الثاني ولا يقض ما صلاه بالاجتهاد السابق لأن الاجتهاد لا ينقض بمثله إجماعا في المسائل التي يسوغ فيها الاجتهاد وهذه مسألة هامة يجب مراعاتها.
ثانيا: بالأسئلة ينكشف حال المراجعات:
هناك مجموعة من الأسئلة يجب أن تطرح ليتضح الأمر هل هي مراجعات أو تراجعات.
-هناك مراجعات في البلاد العربية والإسلامية لماذا تُسرب المراجعات ويُسَوقُ لها إعلاميا على نطاق واسع بينما الذين قاموا بالمراجعات محجبون على عموم الناس وعن الإعلام وعن الساحة بأشخاصهم ؟!!!
-لماذا رجال الإعلام ينشرون المراجعات على نطاق واسع ولا ينشرون الردود عليها من باب إعلام الرأي العام بالرأي والرأي المخالف وهذا من الموضوعية والمهنية والحيادية وعدم التحييز؟!!
-لماذا لا تسمح السلطات في جو الحرية وبعيداً عن إكراه السجن والضغوط الأمنية والنفسية والأسرية؟!!!
-لماذا تفرق السلطات بين معاملة المراجعين وغير المراجعين فمن راجع يعامل معاملة خاصة والذي يرفض المراجعة يعامل معاملة قاسية ووحشية تخالف قانون البلاد في معاملة السجناء وتخالف المواثيق الدولية أيضاً فأغلب من يرفض المراجعة يمنع من حقوقه المشروعة كسجين ويتعرض للإهانة والتضييق؟!!!.
-هل هؤلاء الذين قاموا بالمراجعات يعدون من أهل العلم والاجتهاد فيكون ما قاموا به له وجهة نظر شرعية معتبرة ؟!!! أم مجرد جهلة لا علم لهم إنما هم إرهابيون قتلة يجب أن يسلط عليهم أشد العقوبات ؟!!!.
-هل القمع والتعذيب وظلمة السجون تجعل من الجهلة والقتلة والإرهابيين بمجرد مراجعة تحت الإكراه علماء فقهاء يجب أن تنشر مراجعاتهم إعلاميا ؟!!!.
-يجب على العقلاء أن يعرفوا محل المراجعة ليسهل التفريق بين المراجعة والتراجع هل المراجعة تشمل قضايا عقائدية ؟!!! وهل هي تشمل أصول العقيدة أو فروعها ؟!!! أم تشمل قضايا فقهية ؟!! وهل تشمل الأمور التعبدية التي الأصل فيها المنع ؟!! أم تشمل أمور المعاملات التي الأصل فيها الإباحة ؟!!! أم أن المراجعة تشمل أصول السياسة الشرعية ؟!! أو تشمل حالة القوة والضعف ؟!! أم تشمل المنهج الأمثل في تغيير الواقع لأن هناك مدارس تغييرية متعددةفهناك من يرى منهج التربية والتزكية وهناك من يرى العمل السياسي وهناك من يرى العمل الخيري وهناك من يرى العمل الفكري وهناك من يرى العمل المسلح فهل المراجعة تشمل المنهج التغييري ؟!!! أم أن المراجعة تشمل الوسائل المستخدمة في تحقيق الأهداف والمبادئ ؟!!! أم تشمل تقدير المفاسد والمصالح ؟!!! فلا بد من معرفة محل المراجعة لأن المراجعة ما لم تشمل الأهداف الكبرى والمبادئ الثابتة فهي تدخل إما فيالتقية الفكرية أو السياسية أي هي مراجعة في التكتيك وليس في الإستراتيجية كما يقولون بلغة العصر.
-والسؤال الأخطرهل الأدلة التي قامت عليها المراجعات الجديدة كانت خافية تماما على المراجعين ولم يطلعوا عليها أصلاأولم يسمعوا بمثلها من أهل العلم ؟! أو لم يعرفوها ويطلعوا عليها إلا بعد دخولهم السجن ؟!!! أم أن الأدلة التي ساقوها في المراجعات كانوا على اطلاع عليها وعلم بها وواجههم بها إخوة لهم في الله ولكن كانت بالنسبة إليهم في ذلك الوقت إما ضعيفة الإسناد أو ضعيفة الدلالة ولا حجة فيها وهي مجرد شبهات لا يصح أن يطلق عليها أدلة وإذا كان الأمر كذلك فما الذي جعلها بعد محنة الإخفاق ومحنة السجن والتعذيبأدلة قوية الدلالة وناهضة للاحتجاج ؟!!! هذه الأسئلة وغيرها يجب أن تطرح بكل شجاعة ووضوح على الإخوة المراجعين أنفسهم وعلى المباشر وبدون وسيط أو وساطة ليعرف الرأي العام هل هي مراجعة حقيقية أو تراجع تحت وطأة الإكراه ولا شك أن من حق المكره الأخذ بالرخصة والتحايل على سجانه وسلب حقوقه المشروعة ؟! أم أ، الأمر مجرد صفقة بين مخترقين للجماعات المسلحة من الأنظمة الفاسدة ؟!!!.
-لماذا لم يصدر العلماء الذين رحبوا بالمراجعات بيانا جماعيا يطالبون فيه الأنظمة التي تمت فيها "المراجعات" إلى إطلاق سراح هؤلاء الإخوة المراجعين وإعطائهم سائر حقوقهم الشرعية والسياسية والمدنية ونحن في الهيئة ننتظر بفارغ الصبر صدور بيانٍ في هذا الشأن.
-لماذا لا يطالب العلماء في العالم الإسلامي بصفة رسمية وجماعية من سائر الأنظمة العربية التي سفكت الدماء وقتلت الأبرياء وعطلت أحكام الشريعة وقمعت المعارضة الإسلامية وسجنت الدعاة والعلماء وصادرت اختيار الشعب وعاثت في الأرض فساداً وإفساداً لماذا لا يطالب هؤلاء الأنظمة بمراجعة شاملة لسياساتها التي لم تثمر سوى الصاب والعلقم وفسح المجال للمعارضة الإسلامية السلمية بحقها في العمل السياسي الذي يهدف إلى تحكيم الشريعة في جميع مناحي الحياة ومحاربة سائر مظاهر الفساد والردة المعلنة والمغلفة ؟!!!.
ثالثا: بين العزيمة والرخصة:
السجن عند أهل العلم إكراه وهو محنة وابتلاء من الله تعالى والمساجين بين أمرين الأخذ بالرخصة أو العزيمة فالأمر واسع نفى محنة خلق القرآن هناك من أخذ الرخصة فأجاب وهناك من أخذ بالعزيمة أمثال البويطي رحمه الله الذي كان مصفداً في أغلاله وهو يقول: "والله لأموتن في حديدي هذا حتى يأتي من بعدي قوم يعلمون أنه قد مات في هذا الشأن قوم في حديدهم ولئن دخلتُ عليه (يعني الواثق) لأصدقنه" فمات في السجنوقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: "إذا أجاب العالم تقية والجاهل بجهل فمتى يتبين الحق"وفي محنة خروج بن الأشعثقتل خلق كثيرمن الفريقين وكان الحجاج من ظفر به يقتله إلاَّ من باء منهم بالكفر على نفسه فيدعه فأما سعيد بن جبيرفأخذ بالعزيمةفقتل مظلوما وما تحت أديم الأرض إلا وهو محتاج إلى علمه أما الإمام الحافظ الحجة عامر بن شراحيل الشعبيفقد أجاب وأخذ بالرخصة وقال كلمته المشهورة: "إنها فتنة لم نكن فيها بررة أتقياء ولا فجرة أقوياء"فأطلق سراحه والتاريخ مليء بمثل هذا في القديم والحديث وعند جميع الأمم وحتى الإخوان في سجون جمال عبد الناصرمنهم من أخذ بالعزيمة ومنهم من أخذ بالرخصةومنهم من انقلب على عقبيه فأصبح في صف الطغاة أما سيد قطب رحمه الله فقد قال كلمته المشهورة وهو أمام المشنقة "إن أصبعي السبابة التى تشهد التشهد لله بالتوحيد في كل صلاة تأبى أن تكتب استرحاما كلمة تُقَر بها حكم ظالم"
رابعا : هل القذافي مثل عمر بن عبد العزيز؟!!!
قال فضيلة الشيخ على الصلابي إن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أودع من حمل السلاح في وجه الدولة السجن "يودعهم السجن حتى يحدثوا خيرا ..." وبما أن المراجعة هذه المرة صادرة من الأخوة في ليبيا وتحت إشراف سيف الإسلام القذافي من خلال مؤسسة القذافي للتنمية وسيف الإسلام هذا ما كان ليكون شيئا مذكورا لولا مكانة والده قائد الثورة وحاله مشابه لحال جمال مبارك في مصر لأنه ابن القذافي واستقبل في الجزائر استقبال رؤساء الدول لا مجرد رئيس منظمة خيرية حتى أنه عقد جلسات مع المصالح الأمنية في الجزائر وها هو يؤسس اللجنة العربية لحقوق الانسان والتي مقرها ليبيا لتبييض جرائم النظام الليبي في حق المعارضة بجميع أطيافها فسبحان من جعل الجلادين مدافعين على حقوق الإنسان.
وهاهي الجزائر ترفض رفع دعوى قضائية ضد ليبيا بسبب تعذيب بعض مواطينها حفاظا على التنسيق الأمني بين الجزائر وليبيا والذي يدافع على هذا الطرح مسؤول حقوق الإنسان في الجزائر بطريقة رسمية فمتى كان المدافع على حقوق الإنسان يدافع عن الجلادين ؟!!!
والسؤال المطروح هل القذافي في سجنه قادة الجماعة المقاتلة مثل عمر بن عبد العزيز الخليفة الراشد الخامس وهل الجماعة المقاتلة مثل الخوارج ؟!!!
وهناك جملة من الملاحظات يجب الإشارة إليها.
إن عمر بن عبد العزيز هو الذي أحدث مراجعات حقيقية في نظام الحكم وهي أشبه بالانقلاب الجذري من داخل النظام ثم لماذا أقدم القذافي على "مراجعات" مع أمريكا والعالم الغربي ولم يقم بمراجعات جذرية داخل بلاده ومع سائر المواطنين بما في ذلك المعارضة على اختلاف أطيافها ؟
هل منهج القذافي في حكم مثل منهج عمر بن عبد العزيز ؟! والشيخ الصلابي حفظه الله قد أشار إلى منهج عمر بن عبد العزيز في حكم في كتابه المانع ص 36 أما منهج القذافي فهو الكتاب الأخضر ؟
هل القذافي حريص على العمل بالكتاب والسنة مثل عمر بن عبد العزيز أم هو حريص على العمل بالكتاب الأخضر ؟!!! أنظر ص 38 للشيخ الصلابي
هل القذافي رد المظالم إلى أهلها مثل عمر بن عبد العزيز وسجن الولاة الظلمة كما فعل الخليفة الراشد ؟!!! أنظر ص 42 للشيخ الصلابي وص 49
هل القذافي منح الحريات العامة كما فعل عمر بن عبد العزيز ؟!!! أنظر ص 61 للصلابي
هل القذافي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر مثل عمر بن عبد العزيز ؟!!! أنظر ص 81 للصلابي
هل القذافي فتح الحوار مع المعارضة وجها لوجه دون قيود أو قضبان لأن الحوار الحقيقي يكون وجها لوجه وليس حوار سيد طليق وسجين فاقد الحرية لقد حاور عمر بن عبد العزيز الخوارج دون ضغط لأنه كان على يقين بأحقية الخوارج في الثورة على ظلم بني أمية هو القائل " إلا أن الهارب من الأمام الظالم ليس بعاص ولكن الإمام الظالم هو العاصي " و هو الذي كتب رسالة بنفسه إلى قائد الخوارج شوذب بسطام وهو حر طليق وسلاحه في يده جاء في الرسالة "بلغني أنك خرجت غضبا لله ولنبيه ولست أولى بذلك مني فهلم أناظرك فإن كان الحق بأيدينا دخلت فيما دخل فيه الناس وإن كان في يدك نظرنا في أمرنا ..." فالفيصل هو الحجة ولم يزعم أنه هو وحده على الحق وما على الخارجين عليه إلا الاستسلام ووضع السلاح والتوبة إلى الله أو استخدام سيف الحجاج كما يفعل الطغاة في البلاد العربية وتمت المناظرة وألزمهم الحجة في أمور وألزموه الحجة في أمور أخرى وتمت الهدنة وقرر عمر بن عبد العزيز النظر في أمور توريث الخلافة من بعد فدس له السم
هل فعل القذافي مثل ما فعل عمر بن عبد العزيز ؟
هل القذافي عزم على هدم جهاز الدولة الفاسد كما فعل عمر بن عبدالعزيز ؟!!.. وهناك أسئلة أخرى نضرب الآن عنها صفحاإنه لا وجه لأدنى مقارنة بين عمر بن عبدالعزيز وسائر حكام العرب بما في ذلك قائد الثورة وننصح بقراءة كتاب الخليفة الراشد والمصلح الكبير عمر بن عبدالعزيز للشيخ الدكتور علي الصلابي رعاه الله. ليتضح للجميع الفرق الشاسع بين منهج الخليفة الراشد الخامس وبين سائر حكام الدول العربية الطاغية داخليا والخانعة والخاضعة دوليا !!!خامسا : نظرة في قصة يوسف عليه السلام
قال فضيلة الشيخ الصلابي "لكن لا ننسى أن يوسف عليه السلام قدم تجربته الإصلاحية الكبرى التي أسهمت في إنقاذ مصر السجن ..." ونحن نقول وهذا حق ولكن لنا عليه ملاحظات خفيفة
لقد قدمت عدة حركات إسلامية مبادرات سياسية من خارج السجن لبعض أنظمة الحكم العربية ولكن الأنظمة كلها رفضت تلك المبادرات وهذا حدث في السعودية ومصر وسوريا والمغرب وتونس وليبيا والأردن وهذه الجبهة الإسلامية قدمت مبادرات سياسية لحل الأزمة في البلاد من داخل السجن وخارجه وآخرها مبادرة الشيخ عباسي مدني حفظه الله فرفضتها السلطة ووزارة الدفاع لان الأنظمة العربية الطاغية لا تقبل من المبادرات إلا ما كان فيه تنازلا عن الحقوق الشرعية التي لا يمكن التنازل عليها شرعا وسياسية وإنسانية وقدم نائب رئيس الجبهة مبادرة أخرى للرئاسة فرفضتأما سيدنا يوسف عليه السلام فقد اختار السجن لأنه اخف الضررين وأهون الشرين فقدم الإضرار بالبدن على الإضرار بالدين " قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه"
وهو داخل السجن صدع بكلمة الحق "إني تركت ملة قوم لايؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون "
وبين وهو سجين الطريق الذي اتبعه عن قناعة " واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون " وحول ساحة السجن إلى الدعوة للتوحيد الخالص " يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار " " ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم و أبائكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يشكرون "
يوسف لم يقدم مراجعات وإنما الملك هو الذي طلب منه تفسيرا للرؤيا المعروفة ففسرها أحسن تفسير وقدم له النصح والمشورة وكان شيخ الإسلام بن تيمية وهو في سجنه يستفتي من الأمراء والحكام فيجيب ولكن لم يقدم مراجعات للقضايا التي طرحها وكانت سببا في وشاية العلماء به والزج به في السجن و شتان بين تقديم النصح أو العلم وبين المراجعات
عندما عرف الملك فضل يوسف أراد إخراجه من السجن " و قال الملك ائتوني به استخلصه لنفسي " ولكن يوسف عليه السلام أبى أن يخرج من السجن حتى تثبت براءته ثم له ذلك وهو الذي قال عندما فسر الرؤيا لأحد الناجين " وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين " قال ابن الجوزي في صيد الخاطر إن الله عاقبه على ذلك الطلب غيرة على التوحيد الخ ... والرسول صلى الله عليه وسلم أثنى على صبره وتحمل آلام السجن بقوله " لو لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي "
وعندما خرج من السجن مكنه الملك عنده رغم كفر الملك " فلما كلمه قال انك لدينا اليوم مكين أمين "
وعندها قال يوسف " اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم " ولما كان هذا الملك الكافر عاقلا حرص على إنقاذ شعبه ولو بالتعاون مع من يخالفه في العقيدة وقديما قالوا إن الله ينصر الدولة الكافرة إذا كانت عادلة ولا ينصر الدولة المسلمة إذا كانت ظالمة
فهل القذافي وغيره من حكام العرب الطواغيت سوف يخرجون الكفاءات من السجون وفتح البلاد للقدرات العلمية الهائلة في ديار الغرب لنفع بلدانهم ولو كانت معارضة لتوجهات النظام السياسية كما فعل فرعون مصر العاقل هذا ؟!!!
إن الهيئة الإعلامية لنائب رئيس الجبهة الإسلامية من خلال ما تقدم تصر على أن الشيخ على بن حاج حفظه الله في تصريحاته لقدس بيرس ولقناة الحوار لا يعارض مبدأ المراجعات الحقيقية التي تتم في جو الحرية والاستقلالية ووجها لوجه وعلى قدم المساواة ومقارعة الحجة بالحجة من الطرفين وفي جو الشفافية وتحت سمع وبصر الرأي العام الداخلي والخارجي وليس في أقبية السجون المظلمة وبإشراف أجهزة أمن الدولة وتجربة العالم الروسي بافلوف الشهير والشيخ منذ دخوله السجن 1991 وهو ينادي بضرورة الذهاب إلى الحلول الجذرية التي تذهب إلى عمق الأزمات فتقتلع جذورها من القواعد والجذور لتأمين الأجيال المقبلة من الهزات والقلاقل والزلازل لأن الحلول الترقيعية والخطابات الإعلامية الظرفية سرعان ما تذهب أدراج الرياح وإن الذين يسقطون ضحايا الإجرام بمختلف ألوانه في الجزائر أضعاف ما يسقط برصاص المسلحين الذين دفعهم ظلم النظام للتمرد عليه بل إن الذين يسقطون يوميا جراء حوادث المرور أضعافا مضاعفة
أما الذين يتحرشون بالشيخ على بن حاج يوميا ووصمه بصفات مجانبة للصواب نقول لهم إن لجنة حقوق الإنسان الأممية في دورتها 90 التي جرت بين 9 و 27 قالت إن المحكمة العسكرية لاتملك صلاحية متابعته على أساس انه مدني ووصفت المحكمة العسكرية بغير الشرعية وطالبت الحكومة الجزائرية بتعويضه وشهد شاهد من أهلها
وأخيرا نسأل الله تعالى أن تراجع الأنظمة العربية والإسلامية نفسها وتدخل مراجعات على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية وفتح صفحة جديدة يشارك في كتابتها جميع رعايا الأمة العربية الإسلامية دون إقصاء أو تهميش والله الموفق لكل خيرنقلاعن موقع ابو عبد الفتاح _http://www.alibenhadj.net/index.php_