[center]دَع عنكَ أقوال البغيضِ لأنه
حَلِيفَ عُدَاةِ الْحَقِّ وَالرَّحماتِ
..
فإن رسول اللهِ لا شخص مثله
رَفيعُ مَقَام الْعِزِّ والدَّرَجَاتِ
..
فقد سَبَّهُ من قبل كُلُّ مكذّبٍ
فصار مُهَانًا مُكْثِرَ الحسرَاتِ
..
وباء بسوءٍ قد تردّى مكانةً
عليه تداعت سيّءُ اللَّعنَاتِ
..
أبولهبٍ تَبَّتْ يَدَاهُ وأتعست
وَتَبَّ معادي الوحي والآياتِ
..
واذكر أبا جهلٍ وَقُبْحَ فِعَالِهِ
كَرِيهَ الْمَسَاعِي عَاثِرَ الْخُطوَاتِ
..
فساء صَبَاحُ الجهل إذ كان رأسه
وزال ظلام الشرك وَالنَّعراتِ
..
أتزعم يا هذا بأنّكَ أَحَمْدٌ
وَأَنّكَ رَأْسُ الْعَدْلِ ذُو سُلطَاتِ
..
نَبِيُّ الْهُدَى عَدْلٌ وَأَنْتَ مُزَوِّرٌ
شِعَارُك ظلمٌ مُطْبِقُ الظُلُماتِ
..
ألا يا ابن زندٍ ذا السَفَال مكانكم
وَلَسْتَ حَمِيدَ الْفِعْلِ وَالْكَلِمَاتِ
..
أتاك قصيدي يا دعي عدالةً
وهل يعدلُ الْأفَّاكُ ذُو الْغَدَرَاتِ؟!
..
فهذا هَزِيمُ الرعدِ يقصفُ داركم
وبرقٌ أتاكم خاطف الْوَمَضَاتِ
..
خسئتَ مقالا فالنبيُّ مقامهُ
يجاوز حد الكون وَالْفَلَوَاتِ
..
أتزعم سجنا للنبي مُحَمَّدٍ
وتنطقُ إفكًا يُسْكِنُ الدَّركَاتِ
..
أتسجنُ نورًا قد أتانا يقودنا
لِخَير نَعِيمِ الْخُلْدِ وَالْجِنَّاتِ
..
فأنت حقيقٌ بالقيودِ وسجنها
لسانك يفري دائم السَّقطَاتِ
..
وما ضَرَّ سَفسَافُ الحديث نَبِيَّنَا
فدونك فانظر سَابِقَ الْمَثُلَاتِ
..
تعالى رسولي عن مقالة عاجزٍ
أتته صنوف البؤس وَالدَّعَوَاتِ
..
فأنت شفيعي يا نبي وقدوتي
وأنت حبيبي طيّب الْقَسَمَاتِ
..
فداكَ حروفي والقوافي ونظمها
وكل بحور الشعر وَالْأَبِيَّاتِ
..
وأهلي ومالي والخلائق كلهم
وكل خفايا الفكرِ والخطرَاتِ
..
حباك إلهي من لدنه شريعةً
تُشِيعُ معالي الفعل وَالطَّاعَاتِ
..
فَقُمْتَ مقامًا لم ينله مُكَلَّفٌ
وَكَنْتَ كَثِير الْبِشْرِ وَالْبَسَمَاتِ
..
أتيتَ بوحيٍ قد أنار قلوبنا
وَأَبْعَدَ عنا السوء والآفاتِ
..
لَعَلَّ دفاعي عنك يكشف كربتي
بيوم قيام الناس في الْعَرْصَاتِ
..
ويقذف ربي في الفؤاد سكينةً
وَيُنْزِلُ فضلًا سابغ الْبَرَكَاتِ
..
عليك صلاة الله ما سار موكبٌ
يريد أداءَ الحجِ والعُمُراتِ
..
وما لاح نجمٌ في السماءِ يُنِيرُهَا
وَعَدَّ رمال البحر وَالْقَنَوَاتِ
..
وملء البوادي والصَّحَارِي ورملها
وملء ليالي العمر وَالْأَوْقَاتِ
..
وهذا ختام القولِ من قلب مُذْنِبٍ
يدقُ سلاما يعقبُ الصَّلَوَاتِ
..
على خير روحٍ قد تسامَى مكانها
جميل الْمُحَيَّا صادق الكلماتِ
..
ووفق إلهي من أُحِبُّ لِجِنَّةٍ
وثَبِّتْ حُمَاةَ الدين في الجَبهَاتِ