هويدي: أزمة اليمن شهادة وفاة النظام العربي
قال الكاتب الصحافي المصري فهمي هويدي: إن هناك علامات استفهام حول الوضع الراهن في اليمن، والذي تمكن الحوثيون فيه من السيطرة على العاصمة صنعاء.
وفي مقال له على الشروق بعنوان "أزمتنا في اليمن"، قال هويدي: إنه برغم تصريح الرئيس اليمني أن جهات خارجية وراء التهديدات التي يتعرض لها، إلا أنه لم يجلِّ الغموض حول ملابسات وصول حشود الحوثيين من صعدة إلى صنعاء على مسافة 250 كيلو مترًا دون أن يعترضهم أحد حتى احتلوا أجزاء كبيرة منها.
وأضاف أن هادي لم يحدد الأهداف الحقيقة وراء الاقتحام أو حقيقة الدور الذي يلعبه الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح المتحالف مع الحوثيين.
وأشار إلى أن تصريح الرئيس هادي حول تدخل قوى خارجية يثير أكثر من سؤال عن حقيقة وحدود الدور الإيراني في العملية والأهداف المتوخاة من ورائه، وهل هي سياسية فقط أم أنها تطمح فيما هو أبعد من ذلك؟
وتساءل هويدي عن الصمت العربي الخليجي تجاه التطور الأخير على الساحة اليمنية وسيطرة الحوثيين على أجزاء من صنعاء، رغم أن دول الخليج من المفترض أن تكون قلقة بالفعل، ورغم أن التكهنات تشير إلى أن الحل المطروح الآن مع الحوثيين ينسخ المبادرة السابقة الذي توافق عليها مجلس التعاون بخصوص اليمن.
وتابع: ذلك التدهور المسكون بالغموض المريب يرسم صورة سلبية للغاية للعالم العربي في وضعه الراهن. وهو الذي كان يحلم بالوحدة قبل أربعة عقود ويدافع عن استقلاله وكبريائه إلى درجة تحدي قوى الهيمنة الغربية. لكنه ما كاد يستعيد ذكريات ذلك الحلم مع بداية هبوب رياح الربيع العربي، حتى تكاتفت عوامل عدة داخلية وإقليمية ودولية، وعملت على إجهاض ذلك الحلم بشراسة مشهودة.
وأضاف: الأمر الذي أحدث انقلابًا في العالم العربي لصالح قوى الثورة المضادة الرافضة للتغيير، ناهيك عن الانقلاب الذي حدث في العلاقة مع "إسرائيل" التي أصبحت حليفًا لبعض الدول العربية. وهو ما توازى مع انقلاب مماثل حدث في العلاقة مع الغرب، الذي أصبحت طائرات دولة تخرج من مطارات وقواعد بعض الدول العربية لتقصف أهدافًا في دول عربية أخرى.
واختتم هويدي بقوله: إن أزمة اليمن جزء من أزمتنا. من حيث إنها تقدم شهادة جديدة تؤكد انهيار النظام العربي، وتفضح الفراغ المخيم على العالم العربي الذي في ظله ما عدنا نفكر في وحدة الأمة، حتى باتت وحدة الأقطار واستقرارها منتهى الأمل وغاية المراد.