قال تعالى
في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله...... ) ..
لذلك نجد أن الإسلام أعطى للمسجد مكانته الريادية، وقد عرف سلفنا الصالح هذا الشأن العظيم ، فكانت المساجد هي مصانع الرجال، وهي مجلس شورى الأمة، وكانت هي المدرسة التربوية، فبمجرد أن ترى مسجدا فهذا يعني أنك ترى مصنعا للرجال المخلصين لدينهم ولأمتهم، وكان أئمتها وخطباؤها هم طليعة الأمة وقادتها الميدانيين، ومن استغرب هذا فليقرأ تاريخ الأمة ولا سيما في زمن الفتن كفتنة الصليبيين والتتار والعبيديين وغيرها، ليرى الفرق الشاسع والبون الكبير بين ما ينبغي أن تكون عليه المساجد شرعا وواقعا وبين ما آلت إليه ، حتى أضحت اليوم تقتل فيها الغيرة على الدين والعرض، وتغتال فيها الرجولة والشهامة إلا القليل منها، واله المستعان، وكل هذا باسم الإسلام ولا حول ولا قوة إلا بالله تعالى......
إن المسجد في ديننا هو الحصن الحصين للأمة، هو معقل رسالة الإسلام ، فيه يتربى الجيل الرباني الذي به يستنزل نصر الله تعالى، لكن في واقعنا اليوم قد فقد رسالته العظيمة، بل وصار من أبواق الظالمين وأصبح المنبر الذي ينبغي أن يكون سيفا من سيوف الاسلام أصبح عليه ، أي زمن هذا، وأي تدليس وتلبيس هذا، أصبح أصحابه يبررون للظالمين ويلومون المظلومين، وإن كل حر مخلص لدينه عالم بخطورة المسؤولية لا يمكنه أن يرضى بكونه مجرد بوق وموظف يسبح بحمد المخلوق وفي بيت الله الذي ما وضع ورفع إلا ليسبح بحمد الله ولنصرة شريعته والذب عن الدين والعرض..... فاللهم أصلح أحوالنا وأعز دينك وعبادك وردنا إلى دينك ردا جميلا.....
قال الشيخ علي بنحاج في رسالته من الشواهد الشرعية...
ظل المسجد في تاريخ المسلمين قديما وحديثا هو القلب النابض للأمة الإسلامية وملجأ المظلومين، وظل أئمة المساجد المتطوعون غير الموظفين خير من يتولى الدفاع عن حقوق الشعوب الدينية والدنيوية، ولقد رأينا دور المسجد في ثورة تونس وليبيا واليمن والأردن والبحرين وخاصة دوره في سوريا وليبيا في هذه الأيام الرمضانية العصيبة، بحيث أصبح مكان عبادة ومحل تمريض وإعانة وانطلاق وإخفاء بعض الجرحى ومن تلاحقه الاجهزة الامنية الطاغية في سوريا، أما دور المسجد أثناء ثورة الجزائر فحدث عن البحر ولا حرج مما دفع بفرنسا الاستعمارية إلى تشديد الخناق على المساجد وتنصيب أئمة عملاء أفتى الشيخ الإبراهيمي رحمه الله في ذلك الوقت ببطلان الصلاة خلفهم حيث كانوا يدافعون عن السلطة الاستعمارية ضد أبناء شعبهم، ويقدمون إليها التقارير الامنية والوشاية بالمجاهدين من رجال الثورة، وبعد الاستقلال المغشوش أو الناقص استولت الانظمة المتعاقبة على المساجد بما يخدم سياستها العرجاء ) انتهى نقا من الشواهد....
والله المستعان، وحسبنا الله ونعم الوكيل...
أخوكم العرباوي