قال تعالى
وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا) وإنما يصبر المؤمن على الطاعة والمعصية لما يعلم ثواب الاولى وإثم الثانية، والذي يعرف الدرب الذي يسلكه ويعرف معالمه ومحطاته هو الذي سيصبر أثناء المسير، أما الذي لا علم له بطبيعة الطريق الذي يسلكه فإنه سيتوقف ويرجع، إذ كيف يصبر على ما لم يحط به خبرا. ..
إذن فالعلم شيء أساسي وهو بمثابة صمام أمان للحفاظ على سالكي الطريق من الزيغ والإنحراف وكذا من التوقف والتراجع. ..
وبالعلم وحده نصل إلى بر الأمان على بصيرة ويقين كما قال تعالى حاكيا قول الخليل عليه السلام لأبيه
يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا)...
وما رجع من رجع إلا لضعف في العلم أو خلل فيه، وما ثبت من ثبت إلا بتوفيق الله له بأن أكرمه بعلم رباني وبصيرة نافذة. ..
وليس العلم بكثرة المعلومات ولكنه كما قال بعض السلف : هو نور يقذفه الله في قلب العبد يفرق به بين الحق والباطل. . فاللهم علمنا وفهمنا وارزقنا الصبر والمصابرة. .
أخوكم العرباوي