العرباوي مشرف عام
عدد المساهمات : 201 نقاطي : 568 السٌّمعَة : 15 تاريخ التسجيل : 11/12/2013 الموقع : إذا تركت الشعوب الإسلامية الدين بعيدا عن حياتها كما هو الآن في أوطان المسلمين، ولم تجعله أساسا لشؤونها فإنها لن تستطيع أن تقوم بنهضة قوية، وعندئذ لا يقدر أي مبدأ من المبادئ المستوردة أن يوحد بينها، _ العرباوي رحمه الله _
| موضوع: الشيخ أبو يعلى الزواوي: العالم المتواضع والشيخ المحنك الجمعة 4 أبريل 2014 - 16:56 | |
| وها نحن اليوم لنا وقفة أخرى مع علم من أعلام الجزائر...وهو الشيخ أبو يعلى الزواوي رحمه الله وهو رجل شامخ من رجالات الجزائر ورموزها، الذين وهبوا أنفسهم وما يملكون لنصرة الإسلام وتحرير الوطن من قبضة المستدمر الفرنسي الغاشم، وقد علمتنا الحياة أن تحرير الأوطان لا يتبناه ولا يسير في قافلته إلا أحرار الضمائر ممن سلكوا إلى الله طريقا رشدا....وكذلك كان علماء جمعية المسلمين عليهم رحمة الله...ونحن هنا نحاول في هذه العجالة خدمة العلم وأهله ولو باليسير من تراجم علمائنا الربانيين، لما لهم من فضل علينا في رسم معالم الطريق الصحيح والمنهج السليم، وكم لهؤلاء العلماء من أيادي بيضاء علينا، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله، فرحم الله موتاهم وحفظ وثبت على الحق أحياءهم....... اسمه ومولده: هو السعيد بن محمد الشريف بن العربي، الزواوي مولدا ونشأة، الإدريسي الحسني نسبا. ولد سنة : 1279هـ ـ 1862م ، نشأته: نشأ رحمه الله في بيت العلم والقرآن فوالده الشيخ محمد الشريف كان من أهل العلم،وكان لهذا الأثر البالغ في توجيه الإبن علميا وتربويا، فحفظ المترجم له القرآن وله من العمر 12 سنة، ومن شيوخه والده الذي تقدم ذكره، والحاج أحمد أجذيذ، ومفتي الجزائر محمد السعيد بن زكري، ومحمد بن بلقاسم البوجليلي... وسنة 1893 قصد جامع الزيتونة طلبا للعلم على شيوخها الكبار.. سجنه: بعد مشاجرة والده مع رجل آخر وإثر مقتل هذا الرجل سجن الشيخ الزواوي، ومكث بسجنه ثلاث سنوات، وتعلم في السجن اللغة الفرنسية وأتقنها.... سفره إلى سوريا: إثر خروجه من السجن عينته فرنسا كاتبا في قنصليتها بدمشق لكونه يتقن اللغة الفرنسية، إلا أنهم كانوا يريدون منه دعوة الجزائريين هناك وإقناعهم بالتجنس بالجنسية السورية لئلا يفكروا في الرجوع إلى أرض الوطن حاملين معهم الأفكار التحررية التي كانت منتشرة آنذاك بالشام، ولكنه عمل على عكس مراد فرنسا ، ومكث بسوريا من سنة: 1912م حتى سنة: 1920موهي سنة رجوعه إلى الجزائر، وفي طريقه مر بالقاهرة فجالس شيوخها كمحمد الخضر حسين الجزائري، والطاهر الجزائري، ورشيد رضا.... ولما حل بأرض الوطن أقام مدة بزواوة، ثم استقر بالعاصمة، وتولى الإمامة والخطابة بمسجد سيدي رمضان بالقصبة بشكل رسمي، ومع ذلك فقد كان سلفي العقيدة والفكر ولم يكن من المداهنين للمستعمر المنبطحين له، ولهذا كان يمنع من راتبه الشهري ولا يبالي بذلك أبدا...... الشيخ الزواوي وجمعية العلماء: كان الشيخ أبو يعلى من السباقين إلى جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، بل وكان من مؤسسيها الأوائل، وتولى الرئاسة المؤقتة للجمعية حين التأسيس إلى غاية انتخاب مجلسها الإداري ورئيسها الشيخ ابن باديس رحمه الله، وشغل حينها رئيس لجنة الفتوى بالجمعية....... مواقفه رحمه الله: التواضع : تجلى هذا الموقف النبيل وهذا الخلق العظيم في كونه كان عضوا بجمعية تحت رئاسة من هو أصغر منه ب: 26 سنة، وهو من أخلاق السلف الصالح، والشيخ كان من المقتدين بهم، لأن العبرة بالكفاءة لا بالسن ، والعبرة بكون الرشيس كان سلفي المنهج مثله......فأكرم بها من نفوس كبار وهمم عالية راقية.... حنكته في تعامله مع فرنسا وهي تريد منه العمل لصالحها: فهي أرادت منه أن يطلب من الجزائريين المقيمين بسوريا أن يتجنسوا بالسورية لترتاح منهم ومن أفكار الشام التحررية، فالشيخ لم يستعجل ويرفض مباشرة، لأنه في هذه الحالة سترسل فرنسا رجلا آخر ممن باع دينه بدنيا غيره، فقبل العرض وذهب إلى سوريا وحث إخوانه الجزائريين على التمسك بمبادئهم ودينهم والرجوع إلى وطنهم، وقد فعل هذا وهو قد خرج من السجن لتوه، ولم يتحجج بالإكراه ولا بالمصلحة كما يحلو للناس تسمية الأعذار المقيتة، وكأني به وهو مسافر إلى سوريا وقد أرادوا منه هذا الفعل القذر وهو يقول: نفسي علي عزيزة وكرامتي لا تشترى بالوعد والإبعاد إنه موقف يعطينا الصورة الأمثل عن الثبات على الحق في زمن الوعد والوعيد، وكذلك صورة مثلى عن الحنكة والفطنة السياسية التي كان يتحلى بها علماء الجزائر السنيون السلفيون، وكذلك هو شأن علماء الجمعية..... مؤلفاته : منها: الإسلام الصحيح ــــجماعة المسلمين ـــــ خطب الجمعة ــــ خصائص أهل زواوة ــ تاريخ الزواوة ـــ فصول في الإصلاح ـــ نقالات منشورة في البصائر وغيرها من الصحف...... وفاته : توفي رحمه الله يوم: 01 جوان 1952م، وصلى عليه وأبنه صديقه الشيخ الطيب العقبي رحمه الله. وقال عنه الشيخ أحمد سحنون: (إن الشيخ أبا يعلى إحدى الدعائم القوية التي قام عليها هيكل الإصلاح وحركة جمعية العلماء، لقد كان قوي الإيمان ثابت الجنان صريح الرأي حر الضمير صادق اللهجة قوي الحجة واسع الإطلاع على الشريعة وعلى الإستعمالات الصحيحة للغة الضاد شديد الغيرة على دينه ولغته لا يدع أي فرصة لا يستغلها لخدمتهما ولا تأخذه في الدفاع عنهما لومة لائم ولا يخيفه بطش جبار ولا كيد استعمار، إنما كان صدق إيمانه ويقظة ضميره وحسن ثقته في الله هي المسيطرة عليه في كل ما يأتي وما يدع، حتى استهدف لألوان مختلفة من البلاء والحرمان ولكنه كان يتلقاها كلها بإيمان وصبر وجلد...) ا. هـ فرحم الله الشيخ الزواوي وجزاه الله عنا خير الجزاء...... أخوكم العرباوي.....04.04.2014 | |
|