العرباوي مشرف عام
عدد المساهمات : 201 نقاطي : 568 السٌّمعَة : 15 تاريخ التسجيل : 11/12/2013 الموقع : إذا تركت الشعوب الإسلامية الدين بعيدا عن حياتها كما هو الآن في أوطان المسلمين، ولم تجعله أساسا لشؤونها فإنها لن تستطيع أن تقوم بنهضة قوية، وعندئذ لا يقدر أي مبدأ من المبادئ المستوردة أن يوحد بينها، _ العرباوي رحمه الله _
| موضوع: قيمة الأخلاق وأثرها السبت 15 مارس 2014 - 13:44 | |
| إن موضوع الأخلاق لهو موضوع عظيم وجدير بالإهتمام وجدير بأن ننفق في الكلام عليه أوقاتا ثمينة وطاقة قيمة. ذلك أن الأخلاق هي الدعامة القوية التي يربي الإسلام عليها أفراده المنتسبين إليه ولهذا جاء في الحديث: (( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )) وكأن الغاية من بعثته صلى الله عليه وسلم هي تهذيب الأخلاق وتحسينها مع أن الغاية العظمى والأولى من إرسال الرسل هي تحقيق توحيد الله تعالى في الأرض بكل ما تحمله كلمة التوحيد من معاني سامية ومفاهيم عظيمة، قال تعالى: (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) ولا تنافي ولا تناقض بين الغايتين أي غاية التوحيد وغاية إتمام الأخلاق وتحسينها لأن التوحيد مفهوم شامل وأثره واسع يشمل الأخاق بل وحتى الأفكار والخواطر وإنه لا تكون الأخلاق تامة الحسن وكاملة القيمة ما لم يكن صاحبها محققا لتوحيد الله عز وجل وكم قال تعالى: (( وإنك لعلى خلق عظيم )) فنبينا صلى الله عليه وسلم بلغ من الأخلاق أعلاها وأعظمها لأنه لا يوجد من حقق التوحيد كما حققه هو صلوات الله وسلامه عليه. إننا إذ نذكر موضوع الأخلاق لأنها ضرورية في حياتنا هلأن كل فرد منا يحتاج إليها، إلى تقويم أخلاقه ومرقبتها وتفقدها لأن في ذلك عبادة لله جل وعلا فحتى العلم الشريف وعلى أهميته وعظمته وشرفه ومكانته العالية ومع ذلك تبقى الأخلاق في قمة القمم، ولذلك قال بعض السلف: نحن إلى قليل من الأدب أحوج منا إلى الكثير من العلم. ورحم الله حافظ إبراهيم الشاعر المصري وهو يقول:
إني لتطربني الخلال كريمة طرب الغريب بأوبة وتلاقي وتهزني ذكرى المروءة والندى بين الشمائل هزة المشتاق فإذا رزقت خلالا كريمة فقد اصطفاك مقسم الأرزاق
وإنه بقدر ما تكون الأرزاق يكون توحيد الرجل لربه قوة وضعفا لأن الأخلاق أثر من آثار التوحيد وإن الحياة بلا أخلاق تضبطها وتحسنها لهي حياة تعيسة ونكدة وهي طبعا خصال أمرنا بها الشرع وهي عبادة لا مجرد فضول ونوافل كما يظن البعض وهي أمر مهم جدا في تربية الأفراد وإعداد الجيل الرباني وها هي سيرة الصحابة رضي الله عنهم ماثلة أمامنا نرى فيها كيف جعل التوحيد منهم أساتذة في الأخلاق والتهذيب وكيف دعلتهم تربية المصطفى صلى الله عليه وسلم يضرب بهم المثل في الأخلاق الحميدة والخصال الراقية في حربهم وسلمهم في ضيقهم ووسعهم في فقرهم وغناهم لندرك في ذلك أثر الأخلاق في تربية الجيل الرباني وبناء الأمم والدول. وإرشاد الناس إلى السعادة الحقة المتمثلة في توحيد تعالى والإلتزام التام والشامل بما جاء به نبينا صلى الله عليه وسلم واقعا لا ملاما تحقيقا لا أمنيات وأحلام. والكلام في هذا الموضوع يطول لما له من أهمية بالغة، وحسبنا ما سطرنا، والله أعلم.
أخوكم العرباوي | |
|
أم خالد
عدد المساهمات : 48 نقاطي : 155 السٌّمعَة : 19 تاريخ التسجيل : 20/01/2014 العمر : 36
| موضوع: رد السبت 15 مارس 2014 - 17:02 | |
| قال الألباني رحمه الله : إن المسلمين كانوا وما زالوا يعانون أزمة عقيدة وقد أضيفت إليها أزمة أخلاق وهما أزمتان حادتان حطيرتان لا تطيب الحياة معهما شكرا على هذا الموضوع الهام ووفقنا الله لما يحب ويرضى | |
|