أيها الإخوان المسلمون:
لا تيأسوا فليس اليأس من أخلاق المسلمين، وحقائق اليوم أحلام الأمس، وأحلام اليوم حقائق الغد ولا زال في الوقت متسع، ولا ززالت عناصر السلامة قوية عظيمة في نفوس شعوبكم المؤمنة رغم طغيان مظاهر الفساد، والضعيف لا يظل ضعيفا طول حياته، والقوي لا تدوم قوته أبد الآبدين: (( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثينونمكن لهم في الأرض)) .
إن الزمان سيتمخض عن كثير من الحوادث الجسام، وإن الفرص ستسنح للأعمال العظيمة، وإن العالم ينظر دعوتكم دعوة الهداية والفوز والسلام لتخلصه مما هو فيه من آلام، وإن الدور عليكم في قيادة الأمم وسيادة الشعوب وتلك الأيا نداولها بين الناس، وترجون من الله ما لا يرجون، فاستعدوا واعملوا اليوم فقد تعجزون عن العمل غدا.
لقد خاطبت المتحمسين منكم أن يترثوا وينتظروا دورة الزمان وإني لأخاطب المتقاعدين أن ينهضوا ويعملوا فليس مع الجهاد راحة: (( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين )) وإلى الأمام دائما.
والله أكبر ولله الحمد.
حسن البنا
نقلا عن كتاب مجموعة رسائل الإمام الشهيد (ج 1 ).
أم خالد