وحي الشياطين
والشياطين لا تفتر عن وسوستها وإلقائها الوحي إلى أوليائها فقد قال رجل لعمر ابن الخطاب: إن المختار يزعم أنه يوحى إليه، فقال: صدق، وتلا قوله تعالى: (( وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم )) .
ومن وحي الشياطين - كما قال الشيخ رشيد رضا رحمه الله في تفسيره - ماجاء في كتب الصوفية من ضلالات وزندقة وأوهام.
بل إن الشياطين لعبت بأوهام الصوفية وأهوائهم حتى زعموا أن الوحي إليهم أفضل من الوحي إلى الأنبياء.
فابن عربي يرى أن الأولياء أفضل من الأنبياء، وأن الأنبياء وسائر الأولياء يأخذون عن خاتم الأولياء، وأنه هو يأخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحي إلى الرسول، فإن الملك عنده هو الخيال الذي في النفس وهو جبريل عندهم، وذلك الخيال تابع للعقل فالنبي عندهم يأخذ من هذا الخيال ما يسمعه من الصوت نفسه، ولهذا يقولون إن موسى كلم من سماء عقله والصوت الذي سمعه كان في نفسه لا في الخارج ويدعي أحدهم أنه أفضل من موسى كما ادعى ابن عربي أنه أفضل من محمد صلى الله عليه وسلم حيث ادعى أنه يأخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحى به إلى النبي.
أرأيت إلى الشيطان كيف يلقي بأتباعه في هوة من الظلمات لا قرار لها.
(( ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور )) .
نقلا عن كتاب من مفردات القرآن للدكتور محمد جميل غازي.
أم خالد