الشيخ مبارك الميلي
العلامة المؤرخ
الذي لم ننصفه بعد
لم أجد ما أدبج به ترجمة الشيخ الميلي إلا ما قاله الشيخ الإبراهيمي
وإن لأخينا مبارك الميلي على الأمة الجزائرية حقوقا بما علم وكتب ، وبما نصح وأرشد، وبما رد على الدين من عوادي المبتدعين ، وبما وقف من مواقف في الإصلاح الديني والدنيوي...)ا.هـ وتكفيك يا شيخ شهادة الشيخ الإبراهيمي الذي يعرف ما يقول.
وحلاه صديقخ أحمد توفيق المدني بقوله
...هو العلامة الفيلسوف المقدام خالد الذكر مبارك بن محمد الميلي وياله من رجل عظيم)ا.هـ ، ولا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذووه....
الشيخ مبارك الميلي: مبارك بن محمد ابراهيمي الميلي، ولد سنة 1896 م بالميلية، تلقى علومه الأولية على يد شيخه محمد الميلي بن الظريف، ثم قصد قسنطينة فتتلمذ على الشيخ ابن باديس، وبعدها وجهه الشيخ ابن باديس إلى الزيتونة سنة1921م ومكث بها حتة سنة 1924م، أخذ فيها عن علمائها البارزين كالشيوخ: بلحسن النجار، محمد الطاهر بن عاشور، إبراهيم النيفر، عثمان بن الخوجة، الصادق النيفر، الرصاع، وغيرهم...
ثم رجع إلى قسنطينة مدرسا ومعلما تحت إشراف شيخه ابن باديس بالجامع الأخضر، ثم قصد الأغواط سنة 1926م، ففتح بها مدرسة لتعليم اللغة العربية.
وفي سنة 1931م شارك إخوانه العلماء في تأسيس جمعية العلماء، وشغل منصب أمين المال فيها، وفي سنة 1937م عين رئيسا لتحرير البصائر...
وإثر وفاة الشيخ ابن باديس سنة 1940م، عين نائبا للشيخ الإبراهيمي، ومدرسا بالجامع الأخضر خلفا لشيخه ابن باديس رحم الله الجميع...
مؤلفاته: كان رحمه الله واعيا بما يحاك ضد أمته، فلم يكتب إلا ما تطلبه واقعه فألف: رسالة الشرك ومظاهره، وتاريخ الجزائر في القديم والحديث...
من مواقفه الشيخ:
كان عالما ربانيا لم يشتغل إلا بما يعالج واقع أمته المرير، وتمثل هذا جانبين مهمين:
الجانب العقائدي: فوقف في وجه الطرقية الإنتهازية الذي لم تكن سوى أداة هدم بيد المستدمر الفرنسي...وهو من أشهر العلماء المسفهين أحلام المبطلين، وكان نتاجا لذلك كتابه الرائع الممتع: رسالة الشرك ومظاهره، وقد قال بشأنها الشيخ العربي التبسي أثناء حديثه عن واجب الوقوف في وجه الباطل المتمثل في الطرقية
.....فنهض إلى القيام بهذا الفرض الكفائي الأستاذ المحقق مؤرخ الجزائر الشيخ مبارك الميلي أمين مال جمعية العلماء، وجمع رسالة تحت عنوان: رسالة الشرك ومظاهره، خدم بها الإسلام ونصر بها السنة وقاوم بها العوائد الضالة والخرافات المفسدة للعقول...)ا.هـ
ورحم الله الشيخ الشاعرمحمد العيد بقوله:
هذا الأخ الميلي فيك مثوب لله بالذكرى فهل من واع
يجلو وجوه الشرك وهي خفية للناس شأن العالم النفاع
جانب الهوية: وحفاظا لهوية الأمة وذبا عنها ألف كتابه التاريخي العظيم: تاريخ الجزائر في القديم والحديث، الذي قال عنه ابن باديس في رسالة إلى مؤلفه
....وقفت على الجزء الأول من كتابك (تاريخ...) فقلت لو سميته حياة الجزائر لكان بذلك خليقا، فهو أول كتاب صور الجزائر في لغة الضاد صورة تامة سوية....)ا.هـ
وقال أمير البيان شكيب أرسلان
وأما تاريخ الجزائر فوالله ما كنت أظن في الجزائر من يفري هذا الفري ولقد أعجبت به كثيرا، كما أني معجب بكتابة ابن باديس ، فالميلي وابن باديس والعقبي والزاهري حملة عرش الأدب الجزائري الأربعة)ا.هـ
وفاته: توفي رحمه يوم : 09ــ 02ــــ 1945م متأثرا بمرض السكري، رحمه الله وجزاه عن دينه ووطنه كل خير...
رحمك الله شيخنا الميلي......
يا من عشت وقفا على دينك ووطنك.....
تعلمنا من سيرتك وسير إخوانك العلماء المصلحين أن الإسلام يرقى بأصحابه إلى القمم....
وأن التاريخ يصنع بالعمل لا بالدعاوى الكاذبة....
فسلام على روحك في الخالدين......
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع: من عيون البصائر للإبراهيمي.
رسالة الشرك ومظاهره للميلي.
تاريخ الجزائر للميلي.
حياة كفاح لتوفيق المدني.
أخوكم العرباوي