لا تكن من النفوس الرخوة وابناء وقتهم للشيخ أبي اليقظان رحمه الله

يوجدجمهور كبير من ذوي قلوب ضعيفة كقلوب الطير ونفوس رخوة كالعجين فلا ثبات لهم ولا مبدأ كالماء لا لون له ولكنه يتلون بلون الإناء، فمتى جعل في إناء اخضر رئي أخضر، ومتى جعل في إناء أزرق رئي أزرق وهكذا، وكذلك أولئك لا خطة لهم يترسمونها ولا مطمح لهم عاما يسيرون إليه، ولكنهم أبناء وقتهم، مرة مع زيد وأخرى مع عمرو، وتارة مع بكر وطورا مع خالد.
إذا جد الجد ورفع الستار يحلفون لك بكل محرجة من الإيمان أنهم لا يزالون معك في السراء والضراء، فيبرون يمينهم ما دامت السراء ممدودة الرواق، فإذا جد الجد ورفع الستارعن الدور الأول من رواية الخطر وإذا ما رأوةك حزت النصر وظفرت بالمطلوب رجعوا إليك واحدا بعد واحد على قدر هروبهم منك ، وهم معك ما دامت راية النصر تخفق فوق  رأسك، وإذا تقلص ظلها ونكست تراجعوا عنك وأصبحوا في جانب خصمك وهكذا دأبهم وديدنهم ما داموا في قيد الحياة.
والغالب غلى هؤلاء كشف الأستار ونقل الأخبار من هنا وهناك استرضاء للجميع وخوفا من الجميع، وشدة الشغف بالسكون والركون إلى السلم ولو مع إقرار الباطل وخذلان الحق، ويرون وجوب الولاء والصفاء بينهما، ونحن لم ندر ولم نسمع في تاريخ العالم قديمه وحديثه متى اجتمع الحق والباطل في غمد واحد، ومتى انعقد الصلح بينهما في الدنيا، وإنما تلك أمنية منهم سداها ضعف القلب ولحمتها رخاوة النفس.
إن أمثال هؤلاءلا يعول عليهم في تأسيس النهضات ولا يعتمد عليهم في شيء يستوجب الجلد والمثابرة والثبات، ولا ينبغي للعاقل أن يفرح لإقبالهم أو يحزن لإدبارهم)ا.هـ

أخوكم العرباوي

اسال الله ان لا نكوووووووووووووووووووووون من هذا الصنف
       بارك الله فيك اخي العرباوي على هذا الجهد المتواصل
                 __ انقاذي__