ولا يتسع للتدجيل غير ميدان التصوف المبني على الدعاوي والنواميس الظاهرية فكثر المنتمون لطريقتي أبي مدين وأبي الحسن الشاذلي، على أن الشاذلية تفرعت عن المدينة، وسند المدينة عندهم هو أبو مدين عن أبي الحسن بن حرزهم عن القاضي أبي بكر بن العربي عن الغزالي عن إمام الحرمين عن أبي طالب المكي عن أبي محمد الجريري عن الجنيد عن سري السقطي عن معروف الكرخي عن داود الطائي عن حبيب العجمي عن الحسن البصري عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا السند مشتمل بزعمهم على المصافحة ولباس الخرقة، سواء كان السند صحيحا أم مفترى فإن العبرة بالاقتداء لا بالانتماء.
وانتشار طرق الصوفية بين العامة في عصر دليل على تقصير علمائه في إحياء كتاب الله وعلى ضعف الحكومة عن بسط نفوذها في الأمة مباشرة، أو تقول أن سيادة المتصوفة دليل على انحطاط الأمة سياسيا وعلميا ودينيا، وفي الصحف السابقة ما يجلي لك هذه الحقيقة ه ،قال أبو بكر الشاشي:
لحا الله دهرا ستدمو فيه أهله***وأفضى إليكم فيهم النهي والأمر
فلم تسعدوا إلا وقد أنحس الورى***ولم ترأسوا إلا وقد خرق الدهر
نقلا عن كتاب تاريخ الجزائر في القديم والحديث
أم خالد