الشروق تحقق في ظاهرة تطاول الجزائريين على الله ورسوله....
ورثنا الكثير من الألفاظ والعبارات لا ندري حتى أين مصدرها، أصبحت اليوم ضمن قاموس لهجتنا للتعامل بها فيما بيننا، لكن لو نتأمل في الكثير منها نجد أنها تمس الذات الإلهية والدين وكذا سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، كما تعدت حتى إلى المساس بالمقام الكريمللصحابة رضوان الله عليهم، يستعملها الكبير والصغير منا والمتعلم وغيره وصارت متداولة بين أفراد العائلة والمجتمع ككل من دون نية سيئة، لكن في مضامينها شتم وسباب لعقيدتنا والمولى عز وجل وإهانة من غير قصد، فإذا كان القانون الوضعي يحتكم إلى مبدأ " لا يعذر الجاهل بجهله"، فإن شريعتنا نبهت إلى هذا في قول النبي الحبيب المصطفى صلاة الله عليه وسلم قال: (( .... وإن العبد ليتكلم بالكلمة - من سخط الله - لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم)).
(( عندما تتحول عائشة رضي الله عنها إلى " عيشة راجل" والملائكة
الطاهرون إلى "ملائكة ثقال"
هي إذا كلمات نتفوه بها من غير قصد، للتعبير عن أفكارنا وأحكامنا، أو للمجاملة فيما بيننا، نستعملها لما تستوجبه متطلبات حديثنا اليومي مع الأفراد وكذا الجماعات، لكنها في مضامينها شتم وسب وإهانة لقداسة الدين أو ذات الله عز وجل، ولعل الأمثلة كثيرة في مجتمعنا، فيقول الواحد منا من باب المزاح عن المرأة أو الفتاة التي تقبل كثيرا على الأهل والأقارب وأصبحت عادة لديها على أنها (( عيشة البواسة )) بالإضافة إلى (( عيشة راجل)) للدلالة على الشجاعة أو صلابة المرأة، وهذا الإسم هو لأمنا عائشة رضي الله عنها فنحط بذلك بهذه العبارة أو اللقب من مقام سيدة نساء المسلمين، وتعدت الإهانة الغير المقصودة لمقدساتنا وعقيدتنا عند الكثير من الأفراد حتى إلى المساس وسب أطهر خلق الله وهم الملائكة، فيعبر الكثير من الأفرادعن ملله وعدم تحمله لبقاء فرد معه والضجر منه بالقول عند الإفصاحعن لشخص آخر (( فلان ملائكته ثقال )) وقد رأى الكثير من المشايخ أن هذه العبارات هي مساس بطهارة وصفاء خلق الملائكة.
ومنا من يتلفظ بعبارة (( جابلي ربي )) وهي دلالة على الريبة، فكيف يأتي زمان على الإنسان يربط فيه الشك باسم الخالق الذي أنزل على نبيه الوحي بالتواتر.
ونصل إلى إهانة ذات الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من العبارات المتداولة بين الأفراد اليوم (( صلى النبي على ذيلك )) هي عبارة تقشعر لها الأبدان، فهذا خير خلق الله الذي قال الله عز وجل فيه: (( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيتها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )) صدق الله العظيم، أما اليوم فقد أصبح البعض منا يخاطب الآخر حين يترفع عن عمل ما أو لا يلبي له أمرا فيقول له من باب السخرية (( علاش انت صلى النبي على ذيلك)) عبارة تحط من شأن خير الأنام صلى الله عليه وسلم، فقد تعدى شأن المخاطب بهذه العبارة شأن الحبيب المصطفى إلى درجة أنه ينحني لهذا المخلوق ليصلي تحت رجليه، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
ربما يقول قائل هي عبارات متوارثة بين الأفراد وليس القصد منها إهانة لذات الله أو النبي الحبيب المصطفى ولا خدش لكرامة أحد الخلفاء فحاشى لله أن يصل بنا الحال إلى هذا، لكن المتأمل فيها يدرك معناها وما تصبو إليه حتى من باب عدم القصد وهي عبارات صارت متدولة بكثرة بيننا، بل تتعارف عليها الأجيال أبا عن جد من دون السعي إلى الحد منها بطريقة أو أخرى، فليس كل ما نرثه نستهلكه من دون التمعن فيه، فيكفينا أن لغات عديدة شغلت ألسنتنا ونسينا اللغة الأم حتى أصبحت هويتنا مهددة بالإنقراض .....
نقلا عن: مجلة الشروق الشهرية
فبراير2014
أختكم أم خالد